للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استطاع منكم أن يطيل غرّته فليفعل» «١» وحديث رواه مسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله. قال إسباغ الوضوء على المكاره. وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط» «٢» وحديث رواه مسلم عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من توضّأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره» «٣» . وحديث رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات» «٤» وحديث رواه الخمسة إلا البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «لا يقبل الله صلاة بغير طهور.

ولا صدقة من غلول» «٥» .

ومما لا ريب فيه أن الشريعة الإسلامية بإيجابها على كل مسلم ومسلمة غسل أطرافهما المكشوفة أكثر من مرة في اليوم والاغتسال من الجنابة التي يمكن أن تتكرر مرارا في الشهر بالإضافة إلى ما تضمنته آية سورة المدثر الثالثة من إيجاب تطهير ثيابهم. وإلى ما تضمنته الأحاديث النبوية العديدة في هذا الأمر «٦» قد هدفت إلى جعل المسلمين مثالا في العناية بطهارة الجسد والثوب في موازاة ما هدفت إليه بالرسالة المحمدية في جعلهم مثالا في الطهارة الروحية على ما عبرت عنه آية سورة البقرة كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ


(١) التاج ج ١ ص ٦٩.
(٢) المصدر نفسه ص ٦٩ و ٧٠.
(٣) المصدر نفسه. [.....]
(٤) التاج ج ١ ص ١٣٤ وهناك أحاديث أخرى في كتب الصحاح وغيرها فاكتفينا بما أوردناه.
ويتبادر لنا على ضوء التقريرات القرآنية والنبوية أن ما ذكر في الأحاديث من الخطايا التي يغفرها الله إن شاء للمسلم إذا توضأ هي ما كان من باب اللمم والهفوات وما ليس من الكبائر وما ليس فيه حقّ الغير ماله وعرضه ودمه. وما ليس فيه إثم وفحش ظاهر وباطن.
وإن قصد التشويق والتبشير من الحكمة الملموحة في الأحاديث والله أعلم.
(٥) المصدر نفسه ص ١٣٥.
(٦) أوردنا في سياق تفسير سورة الجمعة جملة من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>