(٥) مخلصون من غير السابقين سائرون على خطى وهدى السابقين.
(٦) منافقون من الأعراب وأهل المدينة غير مكشوف نفاقهم للناس والنبي صلّى الله عليه وسلم.
(٧) مخلصون في أيمانهم وإنما يخلطون بين العمل الصالح والسيّء.
(٨) فريق غامض الموقف مرجى لأمر الله وعلمه.
(٩) فريق منافق مكشوف شديد الخبث والأذى.
وهذه الصنوف هي مما يتألف منه المجتمعات البشرية عامة على الأغلب الأعم وإن كان الأعراب اليوم لا يؤلفون غالبية هذه المجتمعات. فلم يخرج المجتمع الإسلامي في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم عن نطاق ذلك. والراجح الذي تفيده الروايات والمشاهد المتواترة أن الأعراب كانوا في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم يؤلفون الغالبية.
ومن الحق أن يقال استئناسا بالآية [٩٧] من هذه السورة ثم بآيات سورة الفتح [١١ و ١٢ و ١٥] وسورة الحجرات [١٤- ١٧] أن غالبية هذه الغالبية لم يكونوا مخلصين في إسلامهم وطاعتهم لله ورسوله إيمانا واحتسابا. ومن الحقّ أن نذكر أن الصنوف الثلاثة التي نوّه بها في الآية [١٠٠] كانوا قاعدة المجتمع الإسلامي القوية الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص لدين الله ورسوله والتفاني في خدمتهما ابتغاء رضوان الله وفضله فرضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا عماد الدعوة الإسلامية بعد النبي صلّى الله عليه وسلم.
ولقد تعددت روايات الطبري عن أهل التأويل في المسجد المنوه به في الآيات. حيث روي عن ابن عباس والحسن وابن زيد أنه مسجد قباء الأول الذي بناه بنو عوف. وحيث روي بطرق عديدة حديثا جاء فيه أنه امترى أحد بني عوف مع أبي سعيد الخدري أو غيره على اختلاف الروايات حيث قال العوفي إنه مسجد