للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا (١)، فَقَالَتْ: تَعِسَ (٢) مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ! ! أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟

فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ (٣) أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ (٤).

قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟

قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ (٥)، . . . .


= يا عوف ويحك هل لا قلتَ عارفة ... من الكلام ولم تبتغ به طمعًا
وَكَانَ هو وأمُّه من المهاجرين الأولين، وشهد مِسْطَح بدرًا، وكان أبوه مات وهو صَغِير، فكفله أبو بكر -رضي اللَّه عنه- لِقَرَابة أمِّ مِسطح منه، وكانت وفاة مِسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل سنة سبع وثلاثين بعد أن شهد صفين مع علي -رضي اللَّه عنه-.
(١) المِرْط: بكسر الميم: هو كساء من صوف. انظر النهاية (٤/ ٢٧٣).
قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٩/ ٤٠٣): وهذه ظاهره أنها عَثَرَتْ بعد أن قضت عائشة حاجتها ثم أخبرتها الخبر بعد ذلك، لكن وقع فِي رواية هشام بن عروة فِي صحيح البخاري: أنها عثَرَتْ قبل أن تقضي عائشة حاجتها، وأنها لما أخبرتها الخبر رجعت كأن الذي خرجت له لا تَجِدْ منه لا قَلِيلًا ولا كثيرًا، وكذا وقع فِي رواية ابن إسحاق في السيرة (٣/ ٣٢٧)
قالت: فواللَّه ما قدرت أن أقضي حاجتي.
ويجمع بينهما بأن معنى قولها: . "وقد فَرَغْنَا من شأننا": أي من شأن المَسِيرِ، لا قضاء الحاجة.
(٢) تَعِسَ: بفتح التاء وكسر العين: إذا عَثِرَ وانْكَبَّ لوجهه، وهو دُعَاءٌ عليه بالهلاك. انظر النهاية (١/ ١٨٦).
(٣) قال الإِمام النووي في شرح مسلم (١٧/ ٩٠): هَنْتَاهُ: بفتح الهاء وسكون النون أي يَا هَذِهِ، وقيل: يَا امرَأَه.
(٤) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (٤٧٥٧) قالت: إن مسطح: واللَّه ما أسُبُّه إِلَّا فيكِ.
(٥) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (٤٧٥٧) قالت عائشة: فَبَقَرَتْ لِيَ الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>