للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ العَامَ"؟

قَالَ عُمَرُ: لَا.

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَوِّفٌ بِهِ".

قَالَ عُمَرُ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوَلَيْسَ هَذَا نَبِيُّ اللَّهِ حَقًّا؟

قَالَ: بَلَى.

فَقَالَ عُمَرُ: أَلسْنَا عَلَى الحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى البَاطِلِ؟

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى.

فَقَالَ عُمَرُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنَا إِذًا؟

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ (١) فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الحَقِّ.

فَقَالَ عُمَرُ: أَليْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أنَّا سَنَأْتِي البَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى، أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ العَامَ؟

قَالَ عُمَرُ: لَا.

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي اللَّه عنه-: فَإِنَّكَ آتِيهَ وَمُطَوِّفٌ بِهِ (٢).


(١) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٩٧): الغَرْزُ: بفتح الغين وسكون الراء، والمراد به التمسُّك بأمره -صلى اللَّه عليه وسلم- وترك المخالفة له.
(٢) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد - رقم =

<<  <  ج: ص:  >  >>