فَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٥/ ٦٩٧): لم يذكر عمر -رضي اللَّه عنه- أنَّه راجَعَ أحدًا في ذلك بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غير أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، وذلك لجلالةِ قدره وسعةِ علمه عنده، وفي جواب أبي بكر -رضي اللَّه عنه- لِعُمَرَ بنظيرِ ما أجابه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سواء دلالة على أنَّه كان أكمل الصحابة وأعرفهم بأحوال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأعلمهم بأمور الدين وأشدَّهم موافقة لأمر اللَّه تَعَالَى، وقد وَقَعَ التصريح في هذا الحديث بأن المسلمين استنَكُروا الصُّلْحَ المذكور، وكانوا على رأي عمر -رضي اللَّه عنه- في ذلك، وظهر من هذا الفَصْلُ أن الصديق -رضي اللَّه عنه- لم يكن في ذلك موافقًا لهم، بل كان قلبه علي قلب رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- سواء. (١) رقم الحديث (١٨٩١٠). (٢) أخرج ذلك الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الجزية والموادعة - باب (١٨) - رقم الحديث (٣١٨٢) - وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب صلح الحديبية - رقم الحديث (١٧٨٥).