للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ كتَبَ النَّجَاشِيُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِإِجَابَتِهِ وتَصْدِيقِهِ وَإِسْلَامِهِ.

وَأَهْدَى النَّجَاشِيُّ إلى رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ، وَنَعْلَيْنِ سَبْتِيَّتَيْنِ، وَثَلَاثَ عَنَزَاتٍ (١)، فَأَمْسَكَ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ -رضي اللَّه عنه- وَاحِدَةً، وَأَعْطَى عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه- وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلَالٌ -رضي اللَّه عنه- يَمْشِي بِتِلْكَ العَنَزَةِ التِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي العِيدَيْنِ يَوْمَ الفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى، فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُصَلِّي إِلَيْهَا (٢)، وَأَهْدَاهُ كَذَلِكَ حَلَقَةً فِيهَا خَاتَمُ ذَهَبٍ، فِيهِ فَصٌّ (٣) حَبَشِيٌّ.

رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَابْنُ مَاجَه بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ بريْدَةَ عَنْ أَبِيهِ


= قصة إسلام النجاشي - رقم الحديث (٣٢٦١) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول - رقم الحديث (٨٨٤٠) وإسناده حسن.
(١) العَنَزَاتُ: جمعُ عَنَزَة: وهي عَصا على قدْرِ نِصْفِ الرمح أو أكبر شيئًا قليلًا. انظر النهاية (٣/ ٢٧٨).
(٢) أورد إهداء العنزات من النجاشي إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الحافظ في الفتح (٢/ ١٥٣) وعزاه إلى عمر بن شبَّه في "أخبار المدنية"، من حديث سَعْدِ القَرَظ، ولفظُهُ: أن النجاشي أهدى إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حَرْبَةً فأمسكها لنفسه فهي التي يمشي بها مع الإِمَامِ يوم العيد. وأما صلاته -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى العَنَزَةِ يوم العيد، فقد رواها البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٩٧٣) عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يغدو إلى المصلى والعنزة بين يديه تُحمل وتُنصب بالمصلى بين يديه، فيصلى إليها.
(٣) فَصُّ الخَاتَمِ: المُرَكَّبُ فيه. انظر لسان العرب (١٠/ ٣٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>