للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَبَيْنَا (١)

وَبِالصِّيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا (٢)

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ " (٣).

قَالُوا: عَامِرُ بنُ الأَكْوَعِ، قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَرْحَمُهُ اللَّهُ".

فقال رجل من القوم: وجبت يا رسول اللَّه! لولا أمتعتنا به (٤).

وَفِي رِوَايَةِ ابنِ سَعْدٍ فِي طَبَقَاتِهِ عَنْ إِيَاسَ بنِ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ"، قَالَ: وَمَا اسْتَغْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتُشْهِدَ، فنَادَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ -رضي اللَّه عنه-، وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ


= يتصوّر الفداء لمن يجوز عليه الفناء، وأجيب عن ذلك بأنها كلمة لا يُرَادُ بها ظاهرها، بل المراد بها المحبة والتعظيم مع قَطع النظر عن ظاهر اللفظ، وقيل: المخاطب بهذا الشعر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، والمعني لا تُؤَاخِذْنَا بتقصيرنا في حَقِّك ونصرك، لكن يُعكِّر عليه قوله بعد ذلك:
فأنزلنْ سكينةً علينا ... وثبِّتِ القدام إن لاقينا
فإنه دعا اللَّه تَعَالَى، ويحتمل أن يكون المعنى فاسأل ربك أن ينزل ويثبت، واللَّه أعلم.
(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٨/ ٢٤٠): أي جِئْنَا إذا دُعِينَا إلى القتال أو إلى الحق.
(٢) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (٨/ ٢٤٠): أي قصدُونا بالدّعاء بالصوت العالي واستَغَاثُوا علينا.
(٣) في رواية الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦٥١١) قال رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ هذا الحَادِي؟ ".
(٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (٤١٩٦) - ومسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب غزوة خيبر - رقم الحديث (١٨٠٢) (١٢٣) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (١٦٥١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>