للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكَلَّ (١)، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ (٢)، وَتُقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ (٣)، فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسِد بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى -ابْنِ عَمِّ خَدِيجَةَ-، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ (٤) مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ عَمِيَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: يَا ابْنَ عَمِّ! اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: يَا ابْنَ أَخِي! مَاذَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَلَ عَلَى مُوسَى (٥)، يَا لَيْتَنِي فِيهَا. . . .


= والشِّيَمَ الشَّرِيفَةَ، تناسب أشكالها مِنْ كرامَةِ اللَّهِ، وتأييدهِ، وإحسانِهِ، ولا تناسِبُ الخِزْيُ والخُذْلَانُ، وإنما يُنَاسبه أضدَادُهَا، فمن رَكَّبهُ اللَّه على أحسنِ الصفات وأحسنِ الأخلاق والأعمالِ إنما يَلِيقُ به كرامته وإتمامُ نعمتهِ عليهِ.
(١) قال الإمام النووي في شرح مسلم (٢/ ١٧٤): الكَلُّ: بفتح الكاف وأصله الثِّقَلُ، ومنه قول اللَّه تَعَالَى في سورة النحل آية (٧٦): {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ}، ويدخُلُ في حَمْلِ الكَلِّ الإنفاقُ على الضَّعِيفِ، واليَتِيمِ، والعِيَالِ وغير ذلك.
(٢) قال الإمام النووي في شرح مسلم (٢/ ١٧٥): أي تُعْطِي الناسَ ما لا يَجِدُونَهُ عندَ غيركَ مِنْ نفائسِ الفَوَائدِ، ومكارمِ الأخلاق، أو تُكْسِب المالَ العظيمَ الذي يَعْجُزُ عنه غيرُك، ثم تَجُودَ به في وجُوهِ الخيرِ وأبواب المكارم.
(٣) قال الإمام النووي في شرح مسلم (٢/ ١٧٦): النَّوَائِبُ جمعُ ناِئبَةٍ وهي الحَادِثَةُ، وإنما قَالَتْ: نوائِب الحقّ، لأن النائبةَ قد تكون في الخير، وقد تكونُ في الشّرِّ.
(٤) في رواية أخرى في صحيح البخاري - رقم الحديث (٦٩٨٢): ". . . وكان يكتبُ الكتابَ العربيَّ، فيكتبُ بالعربيةِ مِنَ الإنْجِيلِ".
(٥) قال الحافظ في الفتح (١/ ٣٨): قال على موسى ولم يقل على عيسى مع كونه نصرانيًا: لأنَّ كتابَ مُوسى عليهِ السَّلامُ مُشْتَمِلٌ على أكثر الأحكامِ، بخلافِ عيسى؛ ولأنَّ موسى عليهِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>