للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، جَمَلَهُ وَشَرَطَ لَهُ ظَهْرَهُ (١) إلى المَدِينَةِ، وَسَأَلَهُ عَنْ دَيْنِ أَبِيهِ وَأَخْبَرَهُ بِهِ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في تِلْكَ اللَّيْلَةِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً (٢).

وَدَعُونَا نَتْرُكُ جَابِرًا -رضي اللَّه عنه- يُحَدِّثُنَا عَنْ قِصَّةِ جَمَلِهِ، وَمَا دَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- في طَرِيقِهِمْ إلى المَدِينَةِ.

قَالَ جَابِرُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: خَرَجْتُ مَعَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مُرْتَحِلًا عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ (٣)، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، جَعَلْتُ الرِّفَاق تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالَ: "مَالَكَ يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا.

فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَأَنِخْهُ" (٤)، وَأَنَاخَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثُمَّ قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَعْطِنِي هَذِهِ العَصَا مِنْ يَدِكَ".


(١) في رواية أخرى قال جابر: فاستثنيْتُ حملانه إلى أهلي.
(٢) أخرج استغفارَ رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لجابرٍ خمسةً وعشرين مرَّة ليلة الجمل: ابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - باب ذكر عدد استغفار المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- لجابر ليلة البعير - رقم الحديث (٧١٤٢) والترمذي في جامعة - كتاب المناقب - باب في مناقب جابر بن عبد اللَّه -رضي اللَّه عنه- رقم الحديث (٣٨٦١) وإسناده صحيح.
قال ابن الأثير في النهاية (١/ ١٣٩): وليلةُ الجمل: هي الليلة التي اشترى فيها رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- من جابر جملة، وهو في السفر، وحديث الجمل مشهور.
(٣) في رواية البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٢٣٠٩) - قال جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: فكنتُ على جمل ثَفَال.
والثفال: بفتح الثاء والفاء، هو البطيء الثقيل. انظر النهاية (١/ ٢١٠).
(٤) أناخَ الإبل: أبركها فبركت. انظر لسان العرب (١٤/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>