للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أُسَامَةُ -رضي اللَّه عنه-: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ (١) رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ (٢) قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي (٣) حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ، بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ لِي: "يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ ".

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ إِنَّمَا كَانَ مُتعَوِّذًا (٤) فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَهَلَّا شقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا قَالَهَا فَرَقًا (٥) مِنَ السِّلَاحِ؟ كيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ ، كيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ ".


(١) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (١٤/ ١٧٦): لم أقف على اسم الأنصاريِّ المذكور في هذه القصة.
(٢) قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (١٤/ ١٧٦): غشيناه: بفتح الغينِ والشين: أي لحقنا به حَتَّى تغطى بنا.
(٣) وقع في رواية مسلم في الصحيح - رقم الحديث (٩٧) (١٦٠) - في حديث جندب قال: فلما رَفَع عليه السيف قال: لا إله إِلَّا اللَّه، فقتله.
قَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ (١٤/ ١٧٦): ويجمع بأنه رفع عليه السيف أولًا، فلما لم يتمكن من ضربه بالسيف طعنه بالرمح.
(٤) متعوِّذًا: أي إنما أقرّ بالشهادة لاجئًا إليها ومعتصمًا بها ليدفع عنه القتل، وليس بِمُخْلص في إسلامه. انظر النهاية (٣/ ٢٨٧).
وفي رواية مسلم في الصحيح - رقم الحديث (٩٧) (١٦٠) - قال أسامة -رضي اللَّه عنه-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْجَعَ في المسلمين، وقتل فلانًا وفلانًا، وسمى له نفرًا، وإني حملت عليهِ، فلما رأى السيف: قال: لا إله إِلَّا اللَّه.
(٥) الفَرَق: بالتحريك: الخوف والفزع. انظر النهاية (٣/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>