للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِالْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ: "أُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ كُرْشِي (١) وَعَيْبَتِي (٢)، وَقَدْ قَضَوُا الذِي عَلَيْهِمْ (٣)، وَبَقِي الذِي لَهُمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ" (٤).

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَتَقِلُّ الْأَنْصَارُ حَتَّى يَكُونُوا كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْرا يَضُرُّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعُهُ، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ" (٥).

ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَضْلَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رضي اللَّه عنه- وَأَنَّهُ خَلِيقٌ لِلْإِمَارَةِ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتهِ، فَقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلِهِ، وَايْمُ


(١) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٧/ ٤٩٨): أي بِطَانَتِي وخَاصَّتي الذين أثق بهم، وأعتمدهم في أموري.
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٧/ ٤٩٨): الْعَيْبَةُ: بفتح العين: هو المستودع الذي يضع فيه الرجل نفيس ما عنده.
(٣) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٧/ ٤٩٨): يشير -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ما وقع لهم ليلة العقبة من المبايعة، فإنهم بايعوا على أن يؤوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وينصروه على أن لهم الجنة، فوفوا بذلك.
(٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار- باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" - رقم الحديث (٣٧٩٩) - ومسلم في صحيحه - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل الأنصار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - رقم الحديث (٢٥١٠) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢١٩٥١).
(٥) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" - رقم الحديث (٣٨٠٠) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٦٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>