(٢) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٣/ ٧٠): يقول اللَّه تَعَالَى مُخاطبًا أهل الكتاب من اليهود والنصارى: إنه قد أَرْسل إليهم رسوله محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- خاتم النبيين، الذي لا نَبِيَّ بعده ولا رسول، بل هو المُعَقِّبُ لجميعهم؛ ولهذا قال سبحانه: {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} أي بعدَ مُدَّة مُتَطَاوِلَةٍ ما بين إرساله -صلى اللَّه عليه وسلم- وعيسى ابن مريم عليه السلام. وقد اختَلَفوا في مِقْدَارِ هذه الفترَةِ، كم هي؟ والصحيحُ أنها كانت سِتُّمِائة سنة، كما روى ذلك البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٣٩٤٨) عن سَلْمان الفارسي -رضي اللَّه عنه-، . . . والمقصودُ أن اللَّه تَعَالَى بعثَ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- على فَتْرَةٍ من الرسل، وطُمُوسٍ من السُبُل، وتَغَيُّرِ الأديَانِ، وكثرةِ عِبادة الأوثَانِ والنيرانِ والصُّلْبَانِ، فكانت النعمة به أتمّ النعم، والحاجة إليه أمر عمم.