للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١).

قَالَ ابنُ إسْحَاقَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بنِ أخْطَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كُنْتُ أَحَبَّ وَلَدِ أَبِي إِلَيْهِ، وَإِلَى عَمِّي أَبِي يَاسِرٍ، لَمْ ألقهُمَا قَطُّ مَعَ وَلَدٍ لَهُمَا إِلَّا أخَذَانِي دُونَهُ.

قَالَتْ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المَدِينَةَ، ونَزَلَ قبَاءَ، في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، غَدَا (٢) عَلَيْهِ أَبِي، حُيَيُّ بنُ أخْطَبٍ (٣)، وعَمِّي أَبُو يَاسِرِ بن أَخْطَبٍ (٤)، مُغَلِّسَيْنِ (٥).

قَالَتْ: فَلَمْ يَرْجِعَا حَتَّى كَانَا مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ. قَالَتْ: فَأَتَيَا كَالَّيْنِ (٦) كَسْلَانَيْنِ سَاقِطَيْنِ يَمْشِيَانِ الهُوَيْنَى (٧). قَالَتْ: فَهَشَشْتُ (٨) إلَيْهِمَا كَمَا كُنْتُ


(١) سورة المائدة آية (١٩) - والخبر في سيرة ابن هشام (٢/ ١٧٦).
(٢) الغَدْوَةُ: بفتح الغين هو سَيْرُ أوَّل النهار. انظر النهاية (٣/ ٣١١).
(٣) قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٣/ ٢٢٦): أما حُيَيُّ بن أخطَب، فشرِبَ عَدَاوَةَ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه، ولم يَزَل كذلك دَأْبُهُ لعنه اللَّه حتى قُتِل صَبْرًا بين يدي رَسُول اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم قتَلَ مُقَاتِلَةَ بني قُرَيْظَةَ.
(٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٦٩٥) بعد أن سَرَدَ عَدَدًا من رُؤَساء اليهود، ومن بينهم أبو ياسِر بن أخْطَب قال: فهؤلاء لم يَثْبُتْ إسلامُ أحَدٍ منهم.
(٥) الغَلَسُ: ظُلْمَةُ آخرِ الليل إذ"ختَلَطَتْ بضوءِ الصباح. انظر النهاية (٣/ ٣٣٩).
(٦) الكَلُّ: بفتح الكاف هو الثقلُ من كل ما يُتُكَلف. انظر النهاية (٤/ ١٧٢).
(٧) يَمْشِي الهُوَيْنَا: تَصْغِيرُ الهُونَى، والهُونُ: الرِّفق واللينُ. انظر النهاية (٥/ ٢٤٥).
(٨) يقال: هَشَّ لهذا الأمرِ يَهُشّ هَشَاشَة: إذا فَرحَ به، واستَبْشَرَ وارتاحَ له. انظر النهاية (٥/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>