قال محمد: تعجيل الإِهلال أي: تقديم الإحرام أفضل من تأخيره، أي: بعد دخول وقته إذا ملكت نفسك، أي: أيها المخاطب عن الوقوع في المحظور وهو قولُ أبي حنيفة، والعامّة من فقهائنا.
لما فرغ من بيان حكم (ق ٥٥٤) تعجيل الإِحرام وتأخيره بعد دخول وقته، شرع في بيان ما يتعلق بِذِكْرِ يتكلم به الذَّاكِر عند الرجوع عن الحج والعمرة والغزو وغيرها إلى أهله، فقال: هذا
* * *
[باب القفول من الحج أو العمرة]
في بيان ما يقال عند القفول، بضم القاف والفاء وسكون الواو وبعدها اللام أي: الرجوع، ومنه القافلة سميت بها تناولًا إلى الحج وغيره، كما قال من الحج والعمرة أي: إلى أهله.
٥١٥ - أخبرنا مالك, أخبرنا نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قَفَلَ من حَجٍّ أو عُمْرَةٍ أو غَزْوٍ يُكَبِّر على كل شَرَفٍ من الأرض، ثلاث تكبيرات، ثم يقول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، آيبُونَ، تائبون، عابدُونَ، ساجدُونَ لرَبِّنَا حامِدُونَ، صَدَقَ الله وعْدَه، ونَصَرَ عَبْدَه، وَهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه".
• أَخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا أخبرنا نافع، أي: ابن عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة فقيه مشهور تابعي، كان في الطبقة الثالثة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة سبع عشرة ومائة من الهجرة عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قَفَلَ أي: إذا رجع إلى أهله من حَجٍّ أو عُمْرَةٍ أو غَزْوة والحصر لبيان الواقع يُكَبِّر أي: يقول الله أكبر على كل شَرَفٍ بفتحتين أي: مكان مرتفع من الأرض، أي: العلوية والسفلية ثلاث تكبيرات، أي: ثلاث مرات متوالية ثم يقول: "لا إله إلا الله أي: المعبود الواجب الوجود المنعوت بالكرم والجود وحده نصب حال أي: متفرد بالذات وكمال الصفات لا شريك له، أي: ذاتًا وصفة فهو تأكيد لا قبله له المُلْك بضم الميم أي: الملك الظاهر والباطن الملك له لا لغيره وله الحمد، أي: جنس الحمد مختص له، والمعنى