للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حنيفة، رحمه الله والعامَّةِ قبلنا، ومما يدل علي ما قلنا حديث مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: كنا نغزوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم (١) أي: لا يغضب، ولا ينكرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفًا فأفطر فإن ذلك حسن. والله أعلم. كذا قاله علي القاري.

لما فرغ من بيان حكم الصوم في السفر، شرع في بيان حكم قضاء صوم رمضان، فقال: هذا

* * *

باب قضاء رمضان هل يفرَّق؟

في بيان حكم قضاء أي: صوم رمضان، هل يفرق أي: قضاء صوم رمضان أو يتتابع استنبط المصنف هذه الترجمة من قوله تعالى في سورة البقرة: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤] يعني من كان مريضًا في أيام شهر رمضان ولم يستطع أن يصوم فأفطر أو كان مسافرًا فيها فأفطر فعليه أن يقضي بعد رمضان مقدار أيام أكل فيها.

٣٦١ - أخبرنا مالك، حدثنا نافع، أن ابن عمر، كان يقول: لا يُفَرَّق قَضَاءَ رمضان.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، حدثنا وفي نسخة: عن نافع، المدني مولى ابن عمر أن ابن عمر، رضي الله عنهما كان يقول: لا يُفَرَّق قَضَاءَ رمضان أي: من أفطر في رمضان أو سفر فمذهب ابن عمر تتابع القضاء، وكذا روى عن علي والحسن والشعبي، وبه قال أهل الظاهر، وذهب الجمهور ومنهم الأئمة الأربعة إلى استحبابه فقط،


(١) أخرجه: مسلم (١١١٦)، والترمذي (٧١٣)، والنسائي في المجتبى (٢٣٠٨)، (٢٣٠٩)، وأحمد (١٠٦٩٩)، (١١٠٧٩)، وابن حبان (٣٥٥٨)، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٣٣)، والنسائي في الكبرى (٢٦١٨) (٢٦١٩)، وابن خزيمة (٢٠٣٠)، والبيهقي في الكبرى (٨٢٦٠)، والرافعي في التدوين (٢/ ٣٢٤) من حديث أبي سعيد، وفي الباب عن أنس.
(٣٦١) أخرجه: مالك (٦٦٦)، والبيهقي (٨٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>