للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال محمد: وبهذا أي: وبهذا الحديث نأخذ، أي: نعمل لغيرنا من الفقهاء، نُبْرِدُ بصيغة التكلم مع غيره، من الإِبراد والتبريد، أي: نؤخر بصلاة الظهر في الصيف، ونصلي أي: الظهر في الشتاء أي: استحبابًا فيهما حين تزول الشمس، أي: تميل عن وسط السماء في أول وقته بناءً على المسارعة إلى العبادة، دليل على كمال الطاعة، وهو أي: الإِبراد بصلاة الظهر في الصيف، وأن نصلي صلاة الظهر في الشتاء حين تميل الشمس عن وسط السماء قولُ أبي حنيفة، رحمه الله.

وروى البخاري (١) من حديث خالد بن دينار، قال: صلى بنا أميرنا الجمعة، ثم قال لأنس: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الظهر؟ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اشتد البرد بكرَّ بالصلاة، أي: صلاة الظهر، في أول وقتها في الشتاء، وإذا اشتد الحر أبردها، أخرها قليلًا ثم يصليها.

لما فرغ من بيان تأخير الصلاة في وقت شدة الحر، شرع في بيان أحوال الرجل، من نسيان الصلاة، أو تفويت الصلاة به، فقال: هذا

* * *

[باب الرجل ينسى الصلاة أو يفوته وقتها]

في بيان أحوال الرجل ينسى الصلاة، أي: يغفل الرجل عنها، كما قال السيد الشريف الجرجاني: النسيان هو الغفلة عن معلوم. انتهى.

أو تفوته، أي: تفوت الصلاة ذلك الرجل عن وقتها، كلمة "أو" للتخيير، وفي نسخة: أو يفوته وقتها، وهو مرفوع على أنه فاعل، يفوت.

والمناسبة بين هذا الباب والباب السابق تأخير الصلاة.

واستنبط المؤلف - رحمه الله تعالى - من هذه الترجمة في هذا الباب من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها" (٢).


(١) أخرجه: البخاري (٩٠٦).
(٢) أخرجه: البخاري (٥٩٧)، ومسلم (٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>