للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٤ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسَّيب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قَفَل من خَيْبَر، أسْرَى، حتى إذا كان من آخر الليل عَرّس، وقال لبلال: اكلأْ لنا الصبحَ، ونام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، فكلأ بلال ما قُدِّرَ له، ثم استند إلى راحلته وهو مقابل الفجر، فغلبتْه عيناه، فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال ولا أحد من الركب حتى ضربتهم الشمس، ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا بلال، ما هذا؟ " فقال بلال: يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، قال: "اقتادوا"، فبعثوا رواحلهم فاقتادوها شيئًا، ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا، فأقام الصلاة فصلى بهم الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة: "من نسى صلاة أو نام عنها فليصلِّها إذا ذكرها"، فإن الله عز وجل قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: ١٤].

قال محمد: وبهذا نأخذ، إلا أن يذكرها في الساعات التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فيها: حين تطلع الشمس حتى ترتفع وتَبْيَضّ، ونصفَ النهار حتى يزول، وحين تحمرّ الشمس حتى تغيب، إلا عصرَ يومه، فإنه يصليها، وإن احمرَّت الشمس قبل أن تغيب، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، أي: ابن أنس بن عمير بن أبي عامر الأصبحي، من أتباع التابعين، من الطبقة السابعة من أهل المدينة، وفي نسخة: بنا، رمزًا إلى أخبرنا، وفي نسخة أخرى: محمد أخبرنا، وفي نسخة أخرى: ثنا رمزًا إلى حدثنا، أخبرنا ابن شهاب، وفي نسخة: أخبره بالإِفراد، وفي نسخة أخرى: قال: أخبرني ابن شهاب، أي: الزهري، وهو محمد بن مسلم بن مالك الزهري، يُكنى أبا بكر، تابعي من الطبقة الرابعة من أهل المدينة، عن لسعيد بن المسَّيب، أي: ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عامر بن عمران بن مخزوم القرشي، المخزومي، من كبار التابعين، من الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقد مرَّ منقبته


(١٨٦) أخرجه: مسلم (٦٨٠)، وأبو داود (٤٣٥)، وابن ماجه (٦٩٧)، ومالك (٢٥) مرسلًا، وابن حبان (٢٠٦٩)، والبيهقي في الكبرى (٣٢٦١) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>