للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفصيل في باب الصلاة في الثوب الواحد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال السيوطي: هذا حديث مرسل، وصله مسلم وغيره من طريق بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، كذا قاله علي القاري، وقال الزرقاني: في رواية الإِرسال لا تضر من وصله، أي رفعه.

والمرسل: هو الذي يروي التابعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مع ترك صحابي، وذلك عند أبي حنيفة وأحمد، وأكثر العلماء حجة إلا عند الشافعي.

والمرفوع: ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، خاصة من قول أو فعل أو تقرير، مثال المرفوع من القول صريحًا أن يقول الصحابي: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ق ١٨٩) بكذا.

والمرفوع من الفعل صريحًا أن يقول الصحابي: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل كذا، ويفعل كذا، ومثال المرفوع من التقريرات: يقول الصحابي: فعلتُ بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا أو هو أو غيره فعل فلان بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا، أو يقول فلان بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا كما قاله أحمد بن علي العسقلاني الشهير بابن حجر في (نخبة الفكر). ص قَفَل أي: رجع من القفول، بضم القاف والفاء وسكون الواو واللام، الرجوع من السفر، قفل كنصر وضرب، قفولًا رجع فهو قافل، كما في (القاموس)، من غزوة خَيْبَر، بخاء معجمة مفتوحة، وياء تحتية ساكنة، والباء الموحدة المفتوحة، والراء في آخره على وزن ديلم، اسم بلدة قريبة من المدينة، ممنوع من الصرف للتأنيث والعلمية، والمراد من خيبر هي وما اتصل بها من فتح وادي القرى؛ لأن القوم كان حين قرب من المدينة أسْرَى، أي: سار ليلًا، أي: ذهب فيه، سار وأسري بمعنى لكن في أسرى مبالغة لزيادة مبنى، وفي رواية أبي مصعب: أسرع، وفي مسلم: أسرى ليلة، وقيل: الهمزة للتعدية، ومفعوله محذوف، تقديره: أسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه، وفي رواية مسلم تفصيل، وهو أن ليلة نصب على الظرف الإِسراء، فلا حاجة لذكره معه؛ لأن السرى الإِسراء لا يكون إلا ليلًا، فيلزم تجريد الإِسراء عن معنى السير في الليل، ويستعمل في مطلق السير، فيكون ليله بيانًا أن الإِسراء كان في الليل، أو أجيب بأن ذكر ليله لدفع توهم أن الإِسراء كان في جميع الليالي، بل كان في ليلة واحدة، وهي ليلة أسري فيه، حين رجع من غزوة خيبر إلى المدينة المنورة، وفي رواية لأحمد من حديث ذي مخبر، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل الإِسراع: لقلة الزاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>