للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب ما يُستحب من الفأل والاسم الحسن

في بيان ما يستحب من الفأل، وهو التيمن والتبرك بالكلمة الموافقة للمراد كالراشد والنجيح، والاسم الحسن إن سمعه من ذي حاجة عن قصد التفاؤل كسماع مريض يا سالم، وطالب ضالة يا واجد، وخارج لحاجة يا راشد، ووجه المناسبة بين هذا الباب وبين الباب السابق طلب الخير بشيء من الله تعالى.

٨٧٩ - أخبرنا مالك، أخبرنا يحيى بن سعيد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لِلَقْحَة عنده: "مَنْ يحلب هذه؟ " فقام رجل، فقال له: "ما اسمك؟ "، فقال له: مُرّةٌ، فقال: "اجلس"، ثم قال: "مَنْ يحلبُ هذه الناقة؟ "، فقام رجل، فقال له: "ما اسمك؟ "، قال: حَربٌ، قال: "اجلس"، ثم قال: "مَنْ يحلب هذه الناقة؟ "، فقام آخر فقال: "ما اسمك؟ "، قال: يعيش، قال: "احلب".

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا مالك، وفي أخرى: ثنا مالك أخبرنا يحيى بن سعيد، مرسلًا فإن يحيى بن قيس الأنصاري المدني، كان من صغار التابعين في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة أربع وأربعين ومائة، فكان إسناده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، كذا قاله الحافظ العراقي في (الألفية) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لِلَقْحَة عنده: اللام الأولى هنا للتعليل، كما في قولك: قلت لك ذلك أي: لأجلك بخلاف، قلت: لك كذا، وكذا فإنها حلة، واللقحة بالكسر والفتح ناقة قريبة العهد بالنتاج "مَنْ يحلب هذه؟ " أي: اللقحة والناقة فقام رجل، ليحلبها فقال له: "ما اسمك؟ "، فقال له: مُرّةٌ، وهي ضد الحلوة فقال: "اجلس"، ثم قال: "مَنْ يحلبُ هذه الناقة؟ "، فقام رجل، فقال له: "ما اسمك؟ "، قال: حَربٌ، قال: "اجلس، ثم قال: "مَنْ يحلب هذه الناقة؟ فقام آخر فقال: "ما اسمك؟ قال: يعيش، قال: "احلب".

قال ابن عبد البر: ليس هذا من أجاب الطيرة؛ لأنه محال أن ينهى عن شيء ويفعله وإنما هو من باب طلب الفأل الحسن، وقد كان أخبرهم عن شر الأسماء أنه حرب ومرة فأكد ذلك حتى لا يسمع أحد بهما كذا ذكره السيوطي (١).


(٨٧٩) مرسل: أخرجه مالك (٨٦٦).
(١) انظر: "تنوير الحوالك" (١/ ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>