للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالت عائشة رضي الله عنها: "فعدة من أيام أخر متتابعات" ثم سقطت متتابعات يحتمل أن معنى سقطت نسخت، وليس بين اللوحتين متتابعات فصح سقوطها ورفعها، وفي الفتح هكذا أخرجه مالك منقطعًا مبهمًا ووصله عبد الرزاق (١) معينًا عن معمر عن الزهري عن عبيد بن عبد الله عن ابن عباس فيمن عليه قضاء رمضان قال الله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤] وأخرجه الدارقطني من وجه آخر عن معمر بسنده قال: صمه كما شئت (٢). رويناه في فوائد أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري بلفظ: لا يدرك كيف قضيتها إنما هي {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} فأحصه.

وقال عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء: أن ابن عباس وأبا هريرة قالا: فرقه إذا أحصيته (٣). كذا قاله السيد محمد الزرقاني (٤).

قال محمد: الجمع أي: الوصل بينه أي: قضاء ما فاته من رمضان أفضل، فإن فَرَّقْتَ وأحْصَيْتَ العدة أي: ضبطت العدد وحفظته؛ لئلا يكون ناقصًا هنالك فلا بأس بذلك، وهو قولُ أبي حنيفة، رحمه الله تعالى والعامَّةِ مِنْ قَبْلِنَا، ثم اعلم أن من فاته شيء من رمضان لم يجز له تأخير قضائه إلى دخول رمضان آخر، فإن أخره من غير عذر حتى دخل رمضان آخر، لزم القضاء لكل يوم منه. هذا مذهب الشافعي كذا قاله القاري.

لما فرغ من بيان حكم قضاء رمضان، شرع في بيان حكم حال من صام تطوعًا ثم أفطر، فقال: هذا

* * *

باب من صام تطوعًا ثم أفطر

في بيان حكم من صام تطوعًا ثم أفطر، ومن قواعد أئمتنا الحنفية أنه يلزم النقل


(١) أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (٧٦٥٦) من حديث ابن عمر، وابن أبي شيبة (٢/ ٤٤٨) من حديث ابن عباس.
(٢) أخرجه: الدارقطني (٢/ ١٩٢).
(٣) أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه (٧٦٦٤)، والدارقطني (٢/ ١٩٣).
(٤) انظر: شرح الزرقاني (٢/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>