للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الرجل يفطر قبل المساء ويظن أنه قد أمسى]

في بيان حكم حال الرجل أي: الصائم يفطر قبل المساء أي: قبل غروب الشمس ويظن أنه أي: الصائم قد أمسى أي: دخل الليل.

٣٦٦ - أخبرنا مالك، أخبرنا زيد بن أسْلَم، أنَّ عمر بن الخطاب أفطر في يوم من رمضان، في يوم غيم، ورَأى أنَّه قد أَمْسَى وغابت الشمس، فجاءَهُ رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، قد طَلَعَتِ الشمس، قال: الْخَطْبُ يَسِير، وقد اجتهدنا.

قال محمد: مَنْ أفطر وهو يَرَى أن الشمس قد غابت، ثم عَلِمَ أنها لم تَغِبْ، لم يأكل بَقيّةَ يومِهِ، ولم يشرب، وعليه قَضَاؤُه، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا، رامزًا إلى أخبرنا وفي نسخة: ثنا، رمزًا إلي حدثنا زيد أي: العدوي مولى عمر بن الخطاب، يكنى أبا عبد الله وأبا أسامة المدني ثقة (ق ٣٩١) عالم يرسل، كان في الطبقة الثالثة من طبقات التابعين، مات سنة ست وثلاثين بعد المائة من الهجرة كذا قال ابن حجر في (التقريب) (١) أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أفطر في يوم أي: يوم من أيام رمضان، في يوم غيم، ورَأى أي: فطن أنَّه أي: عمر قد أَمْسَى أي: دخل المساء وغابت الشمس، ثناء: من الرواي فجاءَهُ رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، قد طَلَعَت الشمس، أي: ظهرت قال: أي: عمر بن الخطاب الخطب بفتح الخاء المعجمة وسكون الطَاء والباء المؤخرة أي: الأمر والحال يسير أي: هين حقير، والمراد بالخطب القضاء، وباليسير الخفة. قال يحيى: قال مالك: يريد بقوله الخطب يسير القضاء فيما نرى أي: نظن أن الشمس غابت فأفطرنا، ثم ظهر لنا بخبر الواحد أن الشمس لم تغب فتصوم يومًا مكانه والاجتهاد في اللغة: بذل الوسع، وفي الاصطلاح: استغراق الوسع، ليحصل له ظن حكم شرعي كذا قاله السيد الجرجاني وروى عبد الرزاق عن عمر أنه قال: الْخَطْبُ يَسِير، وقد اجتهدنا نقضي يومًا وروي أنه قال: "يا هؤلاء من كان أفطر فإن قضي


(٣٦٦) أخرجه: مالك (٦٦٢)، وعبد الرزاق في مصنفه (٧٣٩٢)، والشافعي في المسند (٤٧٢)، والبيهقي في الكبرى (٨١٠٤).
(١) انظر: التقريب (١/ ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>