في بيان حكم النظر إلى اللعب المباح فالألف واللام في اللعب للعهد، وجه المناسبة بين هذا الباب وبين الباب السابق معنى الكراهة والإِباحة. محمد قال: بنا، كذا في نسخة.
٩٠٦ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو النضر، أنه أخبره من سمع عائشة رضوان الله عليها تقول: سمعتُ صوت أناس يلعبون من الحَبَشِ وغيرهم يومَ عاشوراء، قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتحبِّينَ أن ترين لَعِبَهم؟ " قالت: قلتُ: نعم، قالت: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فجاؤُوا، وَقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الناس، فوضع كفَّه على الباب، ومدّ يده، ووضعتُ ذَقْني على يده، فجعلوا يلعبون وأنا انظر، قالت: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"حسبك. قالت: وأسكتُ مرتين، أو ثلاثًا، ثم قال لي: "حسبك"، فقلتُ: نعم، فأشار إليهم فانصرفوا.
• أخبرنا مالك، أخبرنا أبو النضر، وقد ذكر طبقاته قبل الباب السابق أنه أخبره يعني: قال: أبو النضر أخبرني من مرفوع محله؛ لأنه فاعل لا خبره سمع عائشة رضوان الله عليها تقول: أي: حال كون عائشة تقول: سمعتُ صوت أناس يلعبون أي: بالحربة، وهي من آلات الحرب وفيها دفع الكرب من الحَبَشِ بيان لأناس وهو بفتحتين جنس من السودان وغيرهم يومَ عاشوراء، أي: يوم العاشر من شهر المحرم (ق ٩٣٢) على ما في نسخة؛ فإن قيل: ما الحكمة في لعبهم يوم عاشوراء، أجيب بأنهم أظهروا السرور وجعلوا ذلك اليوم عيدًا بتخليص الله تعالى أجدادهم نوح صلوات الله على نبينا وعليه من الغرق بالماء حين ملئ بين المشرق والمغرب بالماء وهم في أصلاب آبائهم في ذلك اليوم قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أتحبِّينَ أي: يا عائشة أن ترين أي: أن تنظر لَعِبَهم؟ " قالت: أي: حكت عن نفسه بأن تقول: قلتُ: نعم، أي: أحب النظر إلى لعبهم فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم، أي: داعيًا لهم فجاؤُوا، أي: قرب الدار وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الناس، أي: