للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٩٧ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مِنْ شَرّ الناس ذو الوَجْهَيْنِ، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه".

• أخبرنا مالك، قال: أخبرنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مِنْ شَرّ الناس أي: كلهم، وحمله على ذلك أبلغ في الذم، وفي رواية للإِسماعيلي: "من شر خلق الله" وللبخاري (١) عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه: "شر الناس يوم القيامة عند الله تعالى" ذو الوَجْهَيْنِ، وهو مجاز عن الجهتين مثل المدحة والذمة لا حقيقة، وفسره بقوله: الذي يأتي هؤلاء أي: القوم بوجه، وهؤلاء أي: القوم بوجه" أي: فيظهر عند كل أنه منهم ومخالف للآخرين مبغض لهم، وعند الإِسماعيلي: الذي يأتي هؤلاء بحديث وهؤلاء.

قال القرطبي: إنما كان من شر الناس؛ لأن حاله حال المنافقون إذا هو يتخلق بالباطل وبالكذب يدخل الفساد بين الناس.

وقال: النووي: لأنه يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصيغة نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين، وهي مداهنة محرمة.

قال القاضي عياض وغيره: فأما من قصد بذلك الإِصلاح المرغب فيه فيأتي لكل بكلام فيه صلاح واعتذار لكل واحد عن الآخر، وينقل له عن الجميع محمول مرغب فيه.

لما فرغ من بيان ما يكره من الكذب وسوء الظن والتجسس والنميمة، شرع في بيان ما يتعلق بكف الرجل نفسه عن سؤال الصدقة من الناس، فقال: هذا

* * *

[باب الاستعفاف عن المسألة والصدقة]

الاستعفاف أي: في بيان ما يتعلق بطلب العفاف، وهو كف النفس عن المسألة أي:


(٨٩٧) صحيح: أخرجه: أبو داود (٤٨٧٢) وأحمد (٩٦٧٢) ومالك (١٨٦٤).
(١) أخرجه: البخاري (٦٠٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>