في بيان الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي من السنن المؤكدة في آخر الصلاة بعد التشهد قبل الدعاء عند الجمهور، وقال الشافعي بوجوبها، وقد انفرد بها، كذا قاله علي القاري.
الصلاة لغة: الدعاء، يقال: صل عليهم، أي ادع لهم، والدعاء نوعان: دعاء عبادة ودعاء مسألة، والعابد داع كالسائل، وبهما علم قوله تعالى في سورة غافر:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠]، أي: أطيعوني آتاكم وسلوني أعطكم، وتجيء بمعنى الاستغفار كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إني بعثت إلى أهل البقيع؛ لأصلي عليهم"، فسر في رواية:"أُمِرتَ أن أستغفر لهم"، وبمعنى القراءة كما قال تعالى في سورة الإِسراء:{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}[الإسراء: ١١٠]، ونقل البخاري، وأخرجه ابن أبي حاتم عن أبي العالية أحد كبار التابعين: صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء، ورجح الشهاب أنها من الله المغفرة، وقال الرازي: الرحمة، وقال ابن الأعرابي: الصلاة من الله الرحمة، ومن الآدميين وغيرهم من الملائكة والجن: الركوع والسجود والدعاء والتسبيح، ومن الطيور والهمام: التسبيح، قال تعالى في سورة النور:{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}[النور: ٤١].
٢٩٢ - أخبرنا مالك، حدثنا عبد الله بن أبي بكر، عن عَمْرو بن سُلَيْم الزُّرَقِيّ، قال: أخبرني أبو حُمَيْدِ السَّاعدِيّ، قال: قالوا: يا رسول الله كيف نُصَلِّي عليك؟ قال:"قولوا: اللهم صَلِّ على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ".
• أخبرنا مالك، أي: ابن أنس بن عمير بن أبي عامر الأصبحي من أتباع التابعين، في الطبقة السابعة من أهل المدينة وهي في الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة، وفي نسخة:
(٢٩٢) صحيح، أخرجه: البخاري (٣٣٦٩)، ومسلم (٤٠٧)، وأبو داود (٩٧٩)، والنسائي (١٢٩٤) وابن ماجه (٩٠٥)، وأحمد (٢٣٠٨٩)، ومالك (٣٩٧).