محمد بن أبي بكر الصديق، كان في الطبقة الثانية من طبقات التابعين من أهل المدينة، كذا قاله ابن الجوزي في (طبقاته) عن عمته عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كنتُ أُطَيِّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإِحْرَامِه قبل أن يُحْرِم، ولِحِلِّه بكسر الحاء المهملة واللام المكسورة المشددة أي: ولإِحلالة قبل أن يطوف بالبيت أي: طواف الزيارة.
قال محمد: فبهذا نأخذ في الطيب أي: إنما نعمل ونستعمل الطيب قبل زيارة البيت، بما رواه (ق ٥٣٥) القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها ونَدَع أي: نترك ما رَوى عمر وابن عمر، رضي الله عنهما وهو أي: بما رواه القاسم بن محمد قولُ أبي حنيفة والعامَّة من فقهائنا رحمهم الله تعالى.
لما فرغ من بيان فعل يحرم على الحاج بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر، شرع في بيان المكان الذي يرمى فيه الجمار، فقال: هذا
* * *
٤٩ - باب من أي موضع يرمي الحجارة؟
بالتنوين من أي موضع يرمي أي: فيه الجمار بكسر الجيم جمع الجمرة الشاملة للعقبة وغيرها.
٤٩٤ - أخبرنا مالك قال: سألتُ عبد الرحمن بن القاسم: من أين كان القاسم بن محمد يرمي جَمْرَة العَقَبَة؟ قال: من حيث تَيَسَّرَ.
قال محمد: أفضل ذلك أن يرميها من بطن الوادي، ومن حيث ما رماها فهو جائز، وهو قولُ أبي حنيفة والعامّة.
• أخبرنا مالك، بن أنس بن مالك بن عمير بن أبي عامر الإِمام الأصبحي، يعني منسوب إلى ملك ذي أصبح من ملوك اليمن، كان في الطبقة السابعة من طبقات كبار أتباع التابعين من أهل المدينة، وهي كانت في الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة من وجه الأرض قال: سألتُ عبد الرحمن بن القاسم سبق طبقاته آنفًا من أين أي: في أي موضع كان القاسم بن