للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أربعون، وقيل: ثلاثون، وقد بين قتادة في روايته أنهم كانوا يختطبون بالنهار ويصلون بالليل.

وفي رواية ثابت: يشترون به الطعام لأهل الصفة ويتدارسون القرآن بالليل فساروا حتى نزلوا بشر معونة، فبعثوا حزام بن ملحان بكتابه - صلى الله عليه وسلم - إلى عدو الله عامر بن الطفيل العامري، فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدى على رجل فقتله، ثم استصرخ بني عامر فلم يجيبوه وقالوا: لن تحقر بإبراء وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا أي: حفظًا، فاستصرخ عليهم قبائل من سليم وعصية ورعلًا فأجابوه إلى ذلك، ثم خرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا سيوفهم وقاتلوهم حتى قتلوا إلى آخرهم قال ابن سعد عن أنس: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد على أحد ما وجد على أصحاب بئر معونة" أي: حزن عليهم حزنًا شديدًا أو أمرًا مريرًا. كذا قاله الفاضل علي القاري.

لما فرغ من بيان ما يتعلق بجواز دعاء المسلمين بالشر على الكفار، شرع في بيان ما يتعلق برد السلام، فقال: هذا

* * *

[باب رد السلام]

في بيان ما يتعلق بكيفية رد السلام وما (ق ٩٣٦) فيه من الفضل اقتبس هذه الترجمة من قوله تعالى في سورة النساء: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: ٨٦]، وجه المناسبة بين هذا الباب والباب السابق رد الكلام إلى الغير بالخير والشر.

محمد قال: بنا كذا في نسخة.

٩١١ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو جعفر القاري، قال: كنتُ مع ابن عمر فكان يُسلَّم عليه، فيقول: السلام عليكم، فيرد مثل ما يُقال له.

قال محمد: لا بأس به، وإن زاد: الرحمة والبركة فهو أفضل.

• أخبرنا مالك، أخبرنا أبو جعفر القاري، بتشديد التحتية المدني المخزومي، مولاهم اسمه يزيد بن القعقاع، وقيل: جندب بن فيروز، وقيل: فيروز، ثقة كان في الطبقة


(٩١١) إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>