للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقناعته ورحمته وشفقته على رعيته وكان يتخلق بأخلاق يوسف صلوات الله على نبينا وعليه حيث لم يشبع في أيام غرقه ودولته من كون الحبوب في خزائنه وتحت حكومته والله أعلم.

لما فرغ من بيان ما يتعلق بالزهد والتواضع، شرع في بيان ما يتعلق بالحب في الله، فقال: هذا

* * *

[باب الحب في الله]

بالتنوين الحب في الله أي: لأجله ورضائه تعالى أو في دينه وقد ورد "من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان" رواه أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه.

٩٣٠ - أخبرنا مالك، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك؛ أن أعرابيًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: "وما أعْدَدْتَ لها؟ "، قال: لا شيء، والله، إني لقليلُ الصيام والصلاة، وإني لأحبّ الله ورسولَه، قال: "إنك مع مَنْ أَحْبَبْتَ".

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا مالك أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وقد مر ترجمته قريبًا عن أنس بن مالك؛ رضي (ق ٩٥١) الله عنه أن أعرابيًا أي: من أهل البادية أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله: متى الساعة؟ أي: أيُّ وقت قيام يوم القيامة قال: "وما أعْدَدْتَ لها؟ "، قال: لا شيء، أي: ما هيأت لها شيئًا من الطاعة والعبادة والله، إني لقليلُ الصيام والصلاة، أي: ولم أصل سوى فرض ولم أصم كما قاله صاحب البردة وإني لأحبّ الله ورسولَه، أي: مع قلة البضاعة في تحصيل الطاعة قال: أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنك مع مَنْ أَحْبَبْتَ" أي: بقدر محبتك في منزل قربك وقد ورد: "المرء مع من أحب" رواه الترمذي (١) والنسائي (٢) عن ابن مسعود.


(١) الترمذي (٤/ ٥٩٥).
(٢) النسائي في الكبرى (٦/ ٣٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>