"والصوم لي وأنا أبه"، وهو جواب الاستفهام أي كفاك وجاز لك فأو في الكتاب والسنة للتخيير.
قال محمد: وبهذا نأخذ، أي: لا نعمل إلا نعمل بما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة وهو أي: ما قاله عبد الرحمن بن أبي ليلى قولُ أبي حنيفة والعامة ولا أعلم خلافًا في ذلك كما قاله علي القاري.
لما فرغ عما يتعلق بكفارة الأذى بالمحرم، شرع في ذكر ما يتعلق بحال من قدم الصبيان والنساء والمرضى من المزدلفة إلى منى، فقال: هذا
* * *
٥٨ - باب من قدم الضعفة من المزدلفة
في بيان ما يتعلق بحال من قدم الضعفة بفتحتين أي: الضعفاء من الصبيان والنساء والمرضى والشيخ الكبير، ومن به عذر من المزدلفة أي: إلى منى خوفًا من التأذي بالعجلة والزحام، ولعل وجه تغيير التعبير في السنة عما وقع من التقديم والتأخير في الذكر لبيان الرخصة والرحمة على الأمة، وأما ترتيب الكتاب فإشعار بالأفضل فالأفضل في هذا الباب والله أعلم بالصواب.
٥٠٥ - أخبرنا مالك، أخبرنا نافع، عن سالم وعبيد الله ابني عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر كان يُقَدِّم صِبْيَانه من المُزْدَلِفَة إلى مِنى، حتى يُصَلُّوا الصبح بِمنى.
قال محمد: لا بأس بأن يقدّم الضَّعَفَة ويوعز إليهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس، وهو قولُ أبي حنيفة، والعامة من فقهائنا.
• أخبرنا مالك، أي: ابن أنس بن مالك بن عمير بن أبي عامر الإِمام الأصبحي، يعنى كان منسوبًا إلى ملك ذي أصبح من ملوك اليمن، وكان في الطبقة السابعة من طبقات كبار أتباع التابعين، من أهل المدينة، وفي نسخة: محمد قال: بنا، وفي أخرى: ثنا أخبرنا وفي