للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى ما عمل من الحسنات" رواه ابن خزيمة والبخاري ومسلم وفي (صحيحهم) (١) (٢).

قال الإِمام مالك والشافعي: الصوم أفضل للمسافر إن قوي عليه كما قال أبو حنيفة، وقال أحمد والأوزاعي: الفطر أحب مطلقًا لحديث "من البر الصيام في السفر" وإنما بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَفْطَرَ حين سافر إلى مكة أي: عام الفتح؛ لأنَّ الناس شَكَوا إليهِ الْجُهْدَ بفتح الجيم وضمها المشقة من الصوم، أي: من جهة الصيام في السفر فأفْطَرَ لذلك، أي: لهذا العذر والحديث رواه يحيى في (الموطأ) لمالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر الناس في سفره عام الفتح بالفطر وقال: "تقووا لعدوكم" وصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكمال قوته على رياضته قال أبو بكر: الذي حدثني لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعرج يصب على رأسه الماء من العطش ومن الحر ثم قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن طائفة من الناس قد صاموا حين صمت قال: فلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكديد دعا قدح فشرب فأفطر الناس والعرج بفتح العين المهملة وسكون الراء قرية جامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة. كذا نقله علي القاري عن السيوطي، وروى أن بعضهم صاموا بعد إفطاره - صلى الله عليه وسلم - فقال: أولئك العصاة وقد بلغنا أن حمزة الأسْلَمِيّ صحابي يعد من أهل الحجاز روى عنه جماعة سأله أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصوم في السفر، فقال: "إن شئتَ فَصُمْ، وإنْ شئْتَ فأفطُرْ" والحديث رواه يحيى في موطئه لمالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن حمزة بن عمر الأسلمي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر (٣).

قال محمد: فبهذا أي: بما رواه حمزة الأسلمي نأخذ، أي: نعمل وهو قولُ أبي


(١) كذا في المخطوطة، والصواب: في صحيحيهما.
(٢) أخرجه: ابن خزيمة (١٨٨٦)، وأبو يعلى (٥٢٧٣)، والبيهقي في الكبرى (٣٦٣٤)، وقال البيهقي: فيه جرير بن أيوب، وهو ضعيف.
قال في المجمع: رواه أبو يعلى، وفيه جرير بن أيوب وهو ضعيف (٣/ ١٤١).
(٣) أخرجه: البخاري (١٨٤١)، ومسلم (١١٢١)، والترمذي (٧١١)، والنسائي في المجتبى (٢٢٩٧)، (٢٢٩٩)، (٢٣٠٠)، وأحمد (٢٥١٣٧)، والدارمي (١٦٥٩)، ومالك (٦٤٢)، وابن حبان (٣٥٦٠)، وعبد الرزاق في مصنفه (٤٥٠٣)، والنسائي في الكبرى (٢٦٠٣)، (٢٦٠٥)، والطبراني في الكبير (٢٩٦٢)، وفي الأوسط (٤٧٧٨)، وفي الصغير (٦٨٠)، وابن خزيمة (٢٠٢٨)، (٢٠٥٣)، والبيهقي في الكبرى (٨٢٤٨)، والشافعي في المسند (٤٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>