حوائجهم، مما يتعلق بالسوق ولم يكن أي: وفد عليهم أنه لم يكن أحد منهم يقيم أي: بالمدينة بعد ذلك أي: بعد ثلاث ليال.
قال محمد: إن المدينة ومكة وما حولهما كجدة والينبوع ونحوهما من جزيرة العرب، وهي ما أحاط به بحر الهند وبحر الشام نحو دجلة والفرات وساحل البحر إلى أطرف الشام طولًا، ومن جدة إلى ريف العراق عرضًا كذا في (القاموس).
وقال الأصمعي: من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق (ق ٩٠٤) طولًا ومن جدة وساحل البحر إلى حرم الشام عرضًا.
قال الجوهري: سميت لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطها بجانبيها, وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات.
وقال مالك: في حديث أنس: "إن الشيطان آيس أن يعبد في جزيرة العرب" أراد المدينة نفسها ذكره في (النهاية)، لكن الظاهر أن المراد في الحديث مكة والمدينة وما حولها كما أفاده المصنف وقد بلغنا أي: بإسناد كما سيأتي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"لا يبقى دينان في جزيرة العرب"، وهو يحتمل أن يكون نفيًا مجردًا فيكون من المعجزات بأخبار بعض المغيبات، ويحتمل أن يكون مبناه نفيًا ومعناه نهيًا وهذا أظهر لقوله فأخرج عمر رضي الله عنه من لم يكن مسلمًا من جزيرة العرب لهذا الحديث أي: لأجل هذا الخبر فتدبر كذا، قاله علي القاري.
* * *
٨٧٤ - أخبرنا مالك، أخبرنا إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا يبقينّ دينان بجزيرة العرب".
قال محمد: قد فعل ذلك عمر بن الخطاب، فأخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب.
• أخبرنا مالك، أخبرنا إسماعيل بن أبي حكيم، القرشي مولاهم أي: بعض القرشي