للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراء مولى أم حبيبة، عن أم حبيبة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "العير بكسر العين المهملة وسكون التحتية ثم راء أي: القافلة التي فيها جَرَسٌ بضم الجيمَ والراء ثم سين مهملة، وحكى القاضي عياض إسكان الراء والتخفيف أنه يفتحها اسم الآلة وسكونها اسم الصوت يعني: القافلة التي تعلق على عناق الدواب جرسًا، يقال لها باللسان التركي: جاك لا تصحبها أي: لا تقرن بالعير التي علقت آلة الجرس على أعناق دوابهم الملائكة" أي: غير الكتبة هذا شاهد على الجزء الثاني من الترجمة.

قال محمد: أي: المصنف رحمه الله إنما روى أي: الإِمام مالك وفي نسخة: نرى بصيغة المجهول أي: كره عن الجرس ذلك أي: النهي في الحرب، أي: لا في غيره لأنه يُنذر به أي: بالجرس العدوّ وفيه أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد ورد: "الجرس من أمر الشيطان" رواه أحمد في مسنده ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي رواية لأحمد ومسلم وأبي داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه جرس" (١).

* * *

٩٠٤ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو النَّضْر مولى عمر بن عَبْد الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مسعود: أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده، فوجد عنده سهل بن حُنيف، فدعا أبو طلحة إنسانًا، يَنْزعُ نَمَطًا تحته، فقال سهلُ بن حُنيف: لم تنزِعُه؟ فقال: لأن فيه تصاوير، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ما قد علمت، قال سهل: أوَلَم يقل: "إلا ما كان رَقْمًا في ثوب؟ "، قال: بلى، ولكنه أطيب لنفسي.

قال محمد: وبهذا نأخذ، ما كان فيه تصاوير من بساط يُبسط، أو فراش، أو وسادة، فلا بأس بذلك، إنما نكره ذلك في الستر، وما يُنصب نصْبًا، وهو قولُ أبي حنيفة، والعامة من فقهائنا.


(١) أخرجه: أبو داود (٤٢٣١) وأحمد (٢٥٥٢١).
(٩٠٤) صحيح: أخرجه: الترمذي (١٧٥٠) والنسائي (٥٣٤٩) ومالك (١٨٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>