المساء حراسة للنفس والمال من أهل الفساد وسيما الشيطان، وفي البخاري عن عطاء عن جابر:"أطفؤوا المصابيح إذا رقدتم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله" وأوكوا بفتح الهمزة وسكون الواو وضم الكاف الممدودة، أمر من الإِيكاء وهو الحبل الذي يشد به رأس القربة أي: شدوا السِّقاء، بمسر السين المهملة أي: القربة، زاد في رواية عطاء: واذكروا اسم الله أي: لمنع الشيطان واحترازًا عن الوباء الذي ينزل في ليلة من السنة كما ورد، ويقال: إنها في كانون الأول واكفئوا الإناء - بقطع الألف وكسر الفاء وضم الهمزة كمنعه صرفه أي: اقلبوه ولا تتركوه للشيطان ولحي الهوام وذرات الأقذار أو خمروا الإناء - بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم المشددة أي: غطوه فـ "أو" يحتمل أن تكون للشك من الراوي، والأظهر أنه من لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فتكون للتنويع أي: اكفوه إن كان فارغًا أو خمروا الإِناء إن كان فيه شيء.
قال سعيد بن زيد الباجي المالكي: ويؤيده أن في بعض طرقه عند البخاري عن جابر: "وخمروا الطعام والشراب"، وفي الصحيح أيضًا عن عطاء عن جابر:"خمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها بعود" وأطفئوا بهمزة القطع وسكون الطاء المهملة وكسر الفاء ثم همزة مضمومة المصباح، أي: السراج إذا رقدتم فإن الشيطان وفي رواية من طريق عطاء: فإن الجن، ولا تضاد بينهما أن لا محذور في الصنفين إذ هما حقيقة واحدة تختلفان بالصفات؛ لذا قال الكرماني: لا يفتح غلقًا، بفتح الغين المعجمة واللام والقاف أي: لا يقدر أن يفتح بابًا مغلوقًا ولا يحل بفتح التحتية وضم الحاء المهملة وكاءً، بكسر الواو والكاف والألف الممدودة أي: خيط ربط به وذكر اسم الله عليه ولا يكشف إناءً، أي: غطي أو كفي وقد ذكر اسم الله عليه.
وفي رواية الليث عن أبي الزبير عند مسلم:"ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عود أو يذكر اسم الله فليفعل" وإن الفُوَيْسِقة تصغير الفاسقة أي: الخارجة لإِفسادتها وهي الفأرة تَضْرِم بضم الفوقية وسكون الضَاد المعجمة وكسر الراء المهملة والميم أي: توقد على الناس وفي رواية الليث: على أهل البيت بيوتهم" وفي نسخة: بيتهم، وفي الصحيح (١) عن عطاء عن جابر: "وإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت".