للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنكم عبيد، فإنما الناس: مُبتلىً ومعافىً، فارحموا أهل البلاءِ واحمدوا الله على العافية.

• أخبرنا مالك، قال: أي: مالك بلغني أن عيسى ابن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله بل أكثر واذكر الله حتى يقول مخبول كما ورد وقد قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨] فتقسوا بالنصب قلوبكم، أي: بسبب الغفلة عن ذكر الله، وقال تعالى في سورة الزمر: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} الآية [الزمر: ٢٢] فلا ينفعها عظة ولا يثبت فيها حكمة فإن القلب القاسي بعيدٌ عن الله أي: من رحمته تعالى ولكن لا تعلمون، أي: ذلك لغفلتكم وهذا قد جاء مرفوعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإنه قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي" رواه الترمذي (١) عن ابن عمر ولا تنظروا عطف على قوله: لا تكثروا في ذنوب الناس أي: في عيوبهم كأنكم أرباب، أي: سادات وانظروا فيها أي: في ذنوبكم كما في (الموطأ) لمالك برواية يحيى كأنكم عبيد، أي: يخافون إطلاع ساداتهم على ذنوبهم فيحذرون فإنما الناس: مُبتلىً أي: بالذنوب ومعافىً، أي: يتجاوزون عنها فإنهم لا يخلون عن الحالين فارحموا أهل البلاءِ أي: بنحو الدعاء برفعه عنهم وعدم النظر إلى ذنوبهم وهتكهم بها واحمدوا الله على العافية أي: صحة أبدانكم وسائر النعم ليديم ذلك عليكم قال تعالى في سورة إبراهيم: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: ٧].

* * *

٩٧٧ - أخبرنا مالك، حدثني سميّ مولى أبي بكر، عن أبي صالح


(١) الترمذي (٢٤١١) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن عبد الله بن حاطب.
(٩٧٧) حديث صحيح أخرجه البخاري (٣/ ١٠) (٤/ ٧١) (٧/ ١٠٠) ومسلم في الإِمارة (١٧٩) وابن ماجه (٢٨٨٢) وأحمد في المسند (٢/ ٢٣٦) والدارمي (٢/ ٢٨٦) والبيهقي في الكبرى (٥/ ٢٥٩) والقضاعي في مسند الشهاب (٢٢٥) وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٣٤٤) والخطيب في تاريخه (٢/ ٥٣) (٧/ ٢٨٤) (١٠/ ٩٤) وابن عدي في الكامل (١/ ٣٠٢) (٣/ ٩٠٤) (٤/ ١٤٤٦) (٥/ ١٦٨٤) والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>