للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه دلالة ظاهرة كذا قاله السيد الشريف محمد الجرجاني، وإذا علمت التفسير ما في الأصل والشرع لزم عليك معرفة التأويل، وهو في الأصل: الترجيع، وفي الشرع: صرفه الآية في معناه الظاهر إلى معنى يحتمل، وإذا كان المحتمل الذي يراه موافقًا بالكتاب والسنة مثالهما ما يقال في قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} [الأنعام: ٩٥] إن أراد منه إخراج الطير من البيضة كان تفسير، وإن أراد إخراج المؤمن من الكافر أو العالم من الجاهل كان تأويلًا، والأول يحتاج إلى السماع من الثقات لتعلقه بالرواية لئلا يقع في ورطة الهلاك.

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من فسر القرآن برأيه فقد كفر"، وفي رواية: "من فسر القرآن برأيه وأصاب فقد أخطأ" فيحمل الأول على من فسر ولم يصب، وفي رواية أخرى: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" أخرجه الإِمام أحمد في مسنده، ولقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين سئل عن معنى الأَبّ في قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: ٣١]: لا أدري ما الأب فقيل له: قل من ذات نفسك، فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في القرآن بما لا أعلم، فالسماع شرط على من يفسره (ق ٩٩٦) ولو كان واقفًا على أحوال التنزيل ووجوه اللغة والإِعراب كذا في (عيون التفاسير).

وقال الليث رحمه الله في تفسيره: إذا لم يعلم الرجل وجوه اللغة وأحوال التنزيل فتعلم التفسير وتكلف حفظه فلا بأس بأن يفسره كما سمع، ويكون ذلك على سبيل الحكاية ففيه إشارة إلى جواز نقل المسموع من التفسير إلى الغير من غير تبديل المعنى.

٩٩٨ - أخبرنا مالك، أخبرنا داود بن الحُصين، عن ابن يُربوع المخزوميّ، أنه سمع زيد بن ثابت يقول: الصلاة الوُسطى صلاة الظهر.

• أخبرنا مالك، أخبرنا داود بن الحُصين، الأموي مولاهم يكنى أبا سليمان المدني، ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج لكن لم يكن داعية، كان في الطبقة السادسة من طبقات التابعين والمحدثين من أهل المدينة، مات سنة خمس وثلاثين ومائة عن ابن يُربوع المخزوميّ، كان اسمه سعد بن يربوع بن منكثة بن عامر بن مخزوم، قال النسائي وغيره:


(٩٩٨) إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>