قال الفاكهاني: ينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين: ليوافق لفظه مع قصده.
وقال البيضاوي: عليه أن يقروه - صلى الله عليه وسلم - بالذكر لشرفه ومزيد حق عليه، وفيها استحباب البداه للمصلي نفسه في الدعاء، ثم الحاضرين من الإِمام والمأموم، والملائكة ثم للمؤمنين والمؤمنات جميعًا ليسقط ما عليه من حقهم أن يدعوا لهم.
* * *
١٤٧ - أخبرنا مالك، أخبرنا نافع، عن ابن عمر أنه كان يتشهد فيقول: بسم الله التحيَّات لله الصلوات لله، الزَّاكيات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، شهدت أن لا إله إلا الله وشهدت أن محمدًا رسول الله، يَقُولُ هذا في الركعتين الأولَيَيْن، ويدعُو بما بَدَا له إذا قضى تشهده، فإذا جلس في آخر صلاته تشهد كذلك، إلا أنهُ يُقدِّم التشهد ثم يدعو بما بَدَا لهُ، فإذا أراد أن يسلم قال: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، السلام عليكم - عن يمينه - ثم يردُّ على الإِمام؛ فإن سلم عليه أحدٌ عن يساره رد عليه.
قال محمد: التشهد الذي ذكِرَ كله حَسَن، وليس يُشبهُ تشهدَ عبد الله بن مسعود، وعندنا تَشهُّدُهُ؛ رَوَاهُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه العامة عندنا.
• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: ثنا، رمزًا إلى حدثنا عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يتشهد أي: في قعدة الصلاة، فيقول: أحيانًا بسم الله، وفي رواية الطبراني، عن ابن الرستم: بسم الله وبالله خير الأسماء، ولفظ "بسم الله" موجود موقوفًا، كما صححه الحاكم، ومعدوم مرفوعًا، كما ضعفه الحافظ البخاري، والترمذي، والنسائي، والبيهقي، وغيرهم، وهذا خلاصة ما قاله الزرقاني. التحيَّات لله، أي: العظمة له، الصلوات لله أي: العبادات الفعلية - مطلقًا - وفي نسخة: والصلوات بالواو،
(١٤٧) أخرجه: مالك (٢٠٤)، وعبد الرزاق في مصنفه (٣٠٧٣).