للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوية، حيث أخذ المصنف في هذه الترجمة لفظ فضل من مفهوم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها لتعدل ثلث القرآن"؛ لأن في لسان العرب من طريق البلاغة والفصاحة أن إيجاب مدعي النفي بالإِثبات فإن تكرر رجل: يتل هو الله أحد، ادعاء منه عدم زيادة ثواب: قل هو الله أحد، وأجاب - صلى الله عليه وسلم - ورد ادعائه نفى الزيادة وأثبت الفضل والزيادة بقوله: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن"، وأخذ فيها لفظ القرآن من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلث القرآن"، وأخذ لفظ ما يستحب من الحديث الثاني في هذا الباب من قوله: معاذ بن جبل: "أحب إليَّ من أن أحمل"، وأخذ لفظ ذكر الله من قوله: "لأن ذكر الله".

١٧٢ - أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعَةَ، عن أبيه، أنه أخبره عن أبي سعيد الْخدْرِيّ، أن رجلًا سمع رجلًا من الليل يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}: يُرَدّدها، فلما أصبح، حدّث النبي - صلى الله عليه وسلم -، كأنَّ الرجل يَتَقَالُّها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده إنَّها لَتْعدِلُ ثُلثَ القرآن".

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: ثنا، رمزًا إلى حدثنا، وفي نسخة: محمد أخبرنا، وفي نسخة: محمد: أخبرنا، وفي نسخة: محمد: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صَعْصَعَةَ، بمهملات مفتوحات الأعين الأولى فهي ساكنة، وهو زيد الأنصاري ثقة مات في خلافة المنصور، عن أبيه، عبد الله بن أبي صعصعة التابعي الثقة.

قال الحافظ ابن حجر: هذا هو المحفوظ، ورواه جماعة عن مالك فقالوا: عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه، أخرجه النسائي، والإِسماعيلي، والدارقطني، وقالوا: الصواب هو الأول كما قاله الزرقاني. أنه أي: أباه عبد الله أخبره عبد الرحمن عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الْخدْرِيّ، رضي الله عنه، (ق ١٧٢) كان من الطبقة الثالثة ممن شهد الخندق وغيرها، واستصغر يوم أحد فرد فخرج يتلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - حين يرجع فنظر إليه.

وقال أبو سعيد: قال: قلت: نعم بأبي وأمي قد نوت فقبلت ركبته، فقال: آجرك الله في أبيك، وكان قتل يومئذٍ شهيدًا.


(١٧٢) صحيح، أخرجه: البخاري (٥٠١٤)، وأبو داود (١٤٦١)، والنسائي (٩٩٥)، وأحمد (١٠٩١٣)، ومالك (٤٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>