للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٣٠ - أخبرنا مالك، أخبرنا أبو الزِّنَاد، عن الأعرج, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلتَ لصاحبك: أنْصتْ فقد لَغَوْت، والإمام يخطب".

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: حمد قال: ثنا، رمزًا إلى حدثنا، أخبرنا أبو الزِّنَاد، بكسر الزاي وخفة النون، هو عبد الله بن زكوان، تابعي من الطبقة الخامسة عن الأعرج، عبد الرحمن بن هرمز، هكذا رواه يحيى وجماعة من الرواة، ورواه ابن وهب وابن القاسم، ومعن وسعيد بن عفير، في (الموطأ)، عن مالك عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، والحديث صحيح من الوجهين، وكلٌ عن سعيد والأعرج، عن أبي هريرة، عبد الله بن عامر أو عبد الرحمن بن صخر، أو عمرو بن عامر، وكان اسمه قبل إسلامه عبد الشمس.

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قلتَ لصاحبك: أنْصتْ، أي: اسكت عن الكلام مطلقًا، واستمع الخطبة، سمي به صاحبًا؛ لأنه صاحبه في الخطاب، ولكونه الأغلب، فقد لغوت، أي: تكلمت بما لا ينبغي.

وقال النضر بن شميل: معنى لغوت: خبت من الأجر، وقيل: بطلت فضيلة جمعتك، وقيل: صارت جمعتك ظهرًا.

قال ابن وهب: أحد رواته معناه: أجزأت عنه الصلاة، وحرم فضيلة الجمعة، ولأحمد من حديث علي مرفوعًا: "ومن قال: صه، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له ولأبي داود ونحوه ولأحمد والبزار عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له: أنصت، ليس له جمعة"، قال العلماء: ومعنى لا جمعة له كاملة للإِجماع على إسقاط فرض الوقت عنه، كذا قاله الزرقاني، والإِمام يخطب، جملة حالية تفيد أن وجوب الإِنصات من الشروع في الخطبة لا من خروج الإِمام كما يقوله ابن عباس رضي الله عنهما، وابن عمر رضي الله


(٢٣٠) صحيح، أخرجه: الشافعي في الأم (١/ ٢٠٣)، وفي المسند (٤٠٣)، والبخاري (٣٩٤)، ومسلم (٨٥١)، وأبو داود (١١١٢)، والترمذي (٥١٢)، والنسائي (٣/ ١٠٣)، والدارمي (١/ ٣٦٤)، وأحمد (٢/ ٢٧٢، ٣٩٣، ٣٩٦)، وابن خزيمة (١٨٠٥)، وعبد الرزاق في المصنف (٥٤١٤، ٥٤١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>