للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يُهلّ أهل المدينة من ذي الْحُلَيْفَة، ويُهلّ أهل الشام من الجُحْفَة، ويُهَلّ أهل نجد من قَرْنٍ"، قال عبد الله بن عمر: ويزعمون أنه قال: "ويُهلّ أهل اليمن من يَلَمْلَم".

• أخبرنا مالك، ابن أنس بن عمير بن أبي عامر الإِمام الأصبحي، يعني منسوب إلى ملك ذي أصبح، من ملوك اليمن، وكان في الطبقة السابعة من طبقات أتباع التابعين، من أهل المدينة، كانت في الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة (١)، وفي نسخة: محمد قال: بنا، رمزًا إلى أخبرنا، وفي نسخة: حدثنا وفي نسخة: عن نافع مولى عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وللبخاري من طريق الليث عن نافع بن عمر أن رجلًا قام في المسجد فقال: يا رسول الله من أين تأمرنا أن نهل قال: "يهل" بضم أوله أي: يحرم.

وعن النووي (٢) قال العلماء: الإِهلال رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في الإِحرام. ذكره السيوطي (٣).

والمراد بالإِهلال الإِحرام، وهو يحصل بمجرد النية، والتلبية عندنا إجماعًا وبمجرد النية عند مالك والشافعي وأحمد، وأما رفع الصوت بالتلبية مستحب إجماعًا.

والحاصل: أن رفع الصوت بالتلبية ليس بشرط في تحقق الإِحرام، وإنما هو بيان كماله الشرعي بناءً على اعتبار معناه اللغوي. كذا قاله علي القاري.

أما حكمة التلبية؛ فإن الإِنسان إذا ناده أحد جليل القدر أجاب بالتلبية فكيف من ناداه مولاه علام الغيوب ودعاه إلى جانبه ليكفر عنه الذنوب والآثام، وإذا قال عبدٌ: لبيك يقول الرب: أنا إليك ومتجل عليك، فاسئل ما تريد، (ق ٤٠٩) وأنا أقرب إليك من حبل الوريد كذا في (خواتم الحكم) قوله: "يُهلّ خبر حقيقة وإنشاء معنى وأمرا في يُهلّ


= (٨٦٣٢)، (٥٩٠٢)، وابن حبان (٣٧٦١)، وابن أبي شيبة (٤/ ٣٤٩)، وابن خزيمة (٢٥٩٣)، والشافعي في المسند (٥٢٤)، وأبو يعلى (٥٨٠٣)، والبيهقي في الكبرى (٨٩٨٩)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ١١٨)، والحميدي (٦٢٣) من حديث ابن عمر.
(١) تقدم مرارًا.
(٢) انظر: تحرير ألفاظ التنبيه (ص: ١٣٧).
(٣) انظر: تنوير الحوالك (١/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>