للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك، وفي نسبة أويس القرني إليه هو منسوب إلى قبيلة بني قرن بطن من مراد لكن حكى العياض عن القاسبي أن من سكن الراء أراد الجبل، ومن فتح أراد الطريق والجبل المذكور بينه وبين مكة من جهة المشرق مرحلتان وفي (أخبار مكة) (١) للفاكهي: أن قرن الثعالب جبل مشرف على أسفل من بينه وبين مسجد مني ألف وخمسمائة ذراع سمي قرن الثعالب لكثرة ما كان يأوي إليه من الثعالب، فقد ظهر أنه ليس من المواقيت قال عبد الله بن عمر بن الخطاب راوي الحديث ويزعمون أي: يقول بعض الصحابة والتابعين أنه أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويُهلّ أي: يدخل في الإِحرام أهل اليمن وعده من أهل الهيئة من الإِقليم الأول من الأقاليم السبعة، وليحيى: قال عبد الله بن عمر: وبلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يهل أهل اليمن (ق ٤١٠) من يَلَمْلَم" بفتح التحتية واللام وسكون الميمين بينهما اللام المفتوحة مكان جنوبي مكة على مرحلتين بمكة بينهما ثلاثون ميلًا، ويقال: ألملم بالهمزة وهو الأصل والياء تسهيل لها. وحكى ابن السيد (٢) وفيه يرمرم برائين بدل اللامين، وللبخاري من طريق الليث عن نافع عن ابن عمر لم أفقه هذه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي الصحيحين عن سالم عن أبيه: وزعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يهل أهل اليمن من يَلَمْلَم وهي من استعمال الزعم على القول المحقق، وهو يشعر بأن الذي بلغ ابن عمر ذلك جماعة. وقد ثبت ذلك عن ابن عباس في (الصحيحين) وجابر عن مسلم إلا أنه قال: حسبه رفعه عائشة عند النسائي والحارث بن عمرو السهمي عند أحمد وأبي داود والنسائي.

قال ابن عبد البر (٣): اتفقوا على أن ابن عمر لم يسمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا خلاف بين العلماء أن مرسل الصحابي صحيح حجة، وكأنه لم يعتبر قول أبي إسحاق الإِسفرائيني أنه ليس بحجة، وهذا الحديث رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ومسلم عن يحيى وأبو داود عن القعنبي وأحمد بن يونس كلهم عن مالك

* * *


(١) انظر: أخبار مكة (٤/ ٢٨١، ٢٨٢).
(٢) انظر: إعانة الطالبين (٢/ ٣٠٢)، وحاشية البجرمي (٢/ ١١١)، وشرح الزرقاني (٢/ ٣٢١)، ومواهب الجليل (٣/ ٣١)، وحاشية العدوي (١/ ٦٥٤)، وفتح الباري (٣/ ٣٨٦)، ومعجم ما استعجم (٤/ ١٣٤٧)، ومعجم البلدان (٥/ ٤٣٣).
(٣) انظر: التمهيد (٥/ ١٣٧)، وشرح الزرقاني (٢/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>