للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٨ - أخبرنا مالك، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم: أنَّ عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن أخْبَرَتْهُ: أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة: أن ابن عباس قال: مَنْ أَهْدَى هديا حَرُمَ عليه ما يَحْرُم على الحاجّ، وقد بَعَثْتُ بِهَدْيٍ فاكتُبي إليَّ بأمْرِك، أو مُرِي صاحِبَ الهَدْي، قالت عَمْرَة: قالت عائشة: ليس كما قال ابن عباس، أنا فَتَلْتُ قلائد هَدْي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي، ثم قَلَّدَها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، وبعث بها مع أبي، ثم لم يَحْرُم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء كان أحَلَّه الله، حتى نحر الهَدْي.

قال محمد: وبهذا نأخذ، وإنما يُحرم الذي يتوجَّه مع هَدْيِه، يريد مكة، وقد ساقَ بَدَنَتَه وقَلَّدَها، فهذا يكون مُحْرِمًا، حين يتوجَّه مع بَدَنَتِه المقلَّدة بما أرادَ حَجٍّ أو عُمْرَةٍ، فأمَّا إذا كان مُقيمًا في أهله لم يكن محرِمًا، ولم يحرم عليه شيء حَلَّ له، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، أي: ابن أنس بن مالك بن عمير بن أبي عامر الإِمام الأصبحي، يعني منسوب إلى ملك ذي أصبح، من ملوك اليمن، وهو في الطبقة السابعة من كبار أتباع التابعين من أهل المدينة، وهي كانت في الإِقليم الثاني من الأقاليم السبعة في الأرض (١) وفي نسخة: محمد قال: بنا، وفي نسخة أخرى: أنا وكل واحدة منهما رمزًا إلى أخبرنا، حدثنا وفي نسخة قال: بنا، عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْم: الأنصاري المدني القاضي، ثقة من طبَقات التابعين كان من الطبقة الخامسة مات سنة خمسة وثلاثين ومائة وهو ابن سبعين سنة كذا قاله في (التقريب) (٢). أنَّ عَمْرَةَ بنت عبد الرحمن


(٣٩٨) أخرجه: البخاري (١٦١٣)، ومسلم (١٣٢١)، وأبو داود (١٧٥٨)، والنسائي في المجتبى (٢٧٧٤)، وابن ماجه (٣٠٩٤)، ومالك (٧٤٩٠)، والنسائي في الكبرى (٣٧٥٦)، وابن حبان (٤٠٠٩)، والطبراني في الأوسط (٣٧٩)، وأبو يعلى (٤٩٤٢)، والبيهقي في الكبرى (١٠٣٢١)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٢/ ٢٦٤)، وإسحاق بن راهويه (١٠١١).
(١) تقدم مرارًا.
(٢) انظر: التقريب (١/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>