للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٨٦ - أخبرنا مالك، أخبرنا هشام بن عُرْوَة، أن أباه أخبره، أنه سمع أسامة بن زيد يُحَدِّث عن سَيْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دَفَعَ من عَرَفَة، قال: كان يَسِيرُ العنَق، حتى إذا وَجَدَ فَجْوَةً، نَصَّ، قال هشام: والنَّصُّ أَرْفَعُ من العَنَق.

قال محمد: بلغنا أنَّه قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالسَّكينة، فإنَّ البِّرَ ليس بإيضاع الإبل، وإيجاف الْخَيْل"، فبهذا نأخذ، وهو قولُ أبي حنيفة.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا، وفي نسخة أخرى: أنا أخبرنا وفي نسخة: قال: بنا هشام بن عُرْوَة، بن الزبير بن العوام الأسدي التابعي، ثقة فقيه ربما دلس، كان في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة ست أو خمس وأربعين بعد المائة وله سبع وثمانون سنة. كذا قاله ابن حجر (١) أن أباه أي: عروة بن الزبير بن العوام أخبره، أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنه مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّث أي: يخبر عن سَيْرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: عن كيفيته حين دَفَعَ أي: انصرف من عَرَفَة، أي: إلى المزدلفة فقال: أي: أسامة بن زيد رضي الله عنه كان أي: صلى الله تعالى عليه وسلم يَسِيرُ العنَق، بضم المهملة والنون والقاف سير بين الإِبطاء والإِسراع، وفي (شرح المشارق): وهي سير سهل في سرعة.

وقال القزاز: (ق ٥٣١) سير سريع، وقيل: الذي يتحرك به عنق الدابة، وفي (الفائق): العنق الخطو الفسيح، وانتصب على المصدر المؤكد من لفظ الفعل. وفي (التمهيد): سير معروف للدواب يستعمل مجازًا في غيرها حتى إذا وَجَدَ فَجْوَةً بفتح الفاء وسكون الجيم فواو مفتوحة أي مكانًا متسعًا.

قال النووي: ورواه بعض الرواة في (الموطأ) فرجة بضم الفاء وفتحها وسكون الراء وهو بمعنى الفجوة نَصَّ، بفتح النون وتشديد الصاد فأسرع قال هشام: والنَّصُّ أَرْفَعُ من العَنَق أي: أوسع وأسرع منه، والحاكي مالك في رواية يحيى الليثي: قال مالك: قال هشام بن عروة والنص فوق العنق أي: أرفع منه في السرعة.


(٤٨٦) حديث صحيح: أخرجه البخاري (٢/ ٦٠٠).
(١) في التقريب (١/ ٥٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>