للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الرّابع: يجوز مطلقًا الاستئجار على أداء الصّلاة عن الميِّت، سواء أكانت صلاة فرض، تركها لعذر، أو لغير عذر، أم كانت صلاة نذر.

وإلى هذا ذهب أبو محمّد بن عبد الحكم (١) من أصحاب مالك (٢)، وهو مذهب الشّافعيّ القديم (٣)، وبه قال جمع من محققي المتأخرين؛ كتقي الدِّين السبكي (٤)، وابن أبي عصرون (٥)، وغيرهم (٦)، وحُكي عن عطاء بن أبي


(١) هو: عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، أبو محمّد المصري، الفقيه المالكي الحافظ، صاحب الإمام مالك رحمه الله. ولد بالأسكندرية سنة ١٥٠ هـ، وكان من أعلم أصحاب مالك، وانتهت إليه رئاسة المذهب في مصر بعد أشهب، من مؤلفاته: سيرة عمر بن عبد العزيز، القضاء في البنيان، المناسك. توفي بالقاهرة سنة ٢١٤ هـ: (الديباج المذهب لابن فرحون: ص/ ١٣٤، شجرة النور الزكية لمخلوف: ص/ ٥٩.
(٢) مواهب الجليل للحطاب: ٢/ ٥٤٣.
(٣) طبقات الشّافعيّة الكبرى لابن السبكي: ١٠/ ٢٢٩، تحفة المحتاج مع حاشيتي الشرواني والعبادي: ٣/ ٤٣٩، حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج: ٣/ ١٩٣، وانظر: شرح السُّنَّة للبغوي: ٦/ ٣٢٧.
(٤) هو: علي بن عبد الكافي، تقي الدِّين السبكي الشّافعيّ، وهو فقيه، محدث، مفسر، أصولي، لغوي، ولد سنة ٦٨٣ هـ بسبك من أعمال المنوفية بمصر، وتوفي بالقاهرة سنة ٧٥٦ هـ، من مؤلفاته: الابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، والإبهاج في شرح المنهاج في أصول الفقه، أكمله ولده تاج الدِّين. (طبقات الشّافعيّة الكبرى: ١٠/ ١٣٩، البداية والنهاية لابن كثير: ١٤/ ١٤٩).
(٥) هو: عبد الله بن محمّد بن هبة الله بن علي، المعروف بابن أبي عصرون، الفقيه، الشّافعيّ، ولد بالموصل سنة ٤٩٢ هـ، وتوفي بدمشق سنة ٥٨٥ هـ له مؤلفات كثيرة منها: صفوة المذهب على نهاية المطلب، والانتصار والمرشد، وغيرها: (طبقات الشّافعيّة الكبرى: ٧/ ١٣٢، البداية والنهاية لابن كثير: ١٢/ ٣٥٥).
(٦) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي: ١/ ٩٠، تحفة المحتاج مع حواشيه: ٣/ ٤٣٩، إعانة الطالبين على فتح المعين البكري: ٢/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>