للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوَقَارُ (١)، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلَاهُ البَهَاءُ (٢)، أَجْمَلُ النَّاسِ، وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ المَنْطِقِ (٣)، فَصْلًا (٤) لَا نَزْرَ (٥) وَلَا هَذَرَ (٦)، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ (٧)، رَبْعَةٌ (٨) لَا تَشْنَؤُهُ (٩) مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ (١٠) عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ (١١) الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا،


= -بالتحريك- التقاءُ الحَاجبين، وهذا خلاف ما روت أمُّ معبد، فإنها قالت في صفته -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَزَجُّ أقرن: أي مَقْرُون الحاجبين، والأول الصحيح في صفته -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(١) الوَقَارُ: هو الحِلْمُ والرَّزَانة. انظر النهاية (٥/ ١٨٥).
(٢) البهاءُ: المَنْظَرُ الحسَنُ الرائع المالِئُ للعين. انظر لسان العرب (١/ ٥٢٩).
(٣) المنطِقُ: الكلام. انظر لسان العرب (١٤/ ١٨٨).
(٤) فَصْلًا: أي بَيّن ظاهر، يفصلُ بين الحق والباطل. انظر النهاية (٣/ ٤٠٤).
روى الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٥٠٧٧) - وأبو داود في سننه - كتاب الأدب - باب الهدي في الكلام - رقم الحديث (٤٨٣٩) بسند حسن عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: كان كلامُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فَصْلًا، يَفهمُهُ كل مَنْ سَمِعه.
(٥) النَّزْرُ: القليلُ، أي ليس بقليلٍ فيدل على عِيٍّ أي الجهل، ولا كثيرٍ فاسد. انظر النهاية (٥/ ٣٤).
(٦) هَذَرٌ: أي لا قَليل ولا كثير، والهَذَرَ، بالتحريك: الهَذَيان. انظر النهاية (٥/ ٢٢٢).
(٧) قال الدكتور محمد أبو شهبة في كتابه السيرة النبوية (١/ ٤٨٩): أي كلامه -صلى اللَّه عليه وسلم- مُتَناسق، ومُتَّصل بعضه ببعض، يُشبه في تناسقه الدُّرَّ، وفي تواليهِ الخَرَزَات إذا تَتَابعت.
(٨) رَبْعة: أي بينَ الطويل والقصير. انظر النهاية (٢/ ١٧٤).
(٩) لا تَشْنَؤُهُ من طول: أي لا يُبْغَضُ لِفَرْطِ طُوله. انظر النهاية (٢/ ٤٥٠).
(١٠) ولا تقتحمه عينٌ من قِصَر: أي لا تتجاوزهُ إلى غيره احتِقَارًا له، وكل شيء ازدريتَهُ فقد اقتَحَمْتَه. انظر النهاية (٤/ ١٨).
(١١) النَّضَارَةُ: هي حُسن الوجه، والبريق. انظر النهاية (٥/ ٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>