للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٠١ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة: أن رجلًا من أهل البادية أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ امرأتي ولدت غلامًا أسود، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك من إبل؟ "، قال: نعم، قال: "ما ألوانها؟ "، قال: حُمْر، قال: "فهل فيها من أَوْرَق؟ "، قال: نعم، قال: "فبما كان ذلك؟ "، قال: أراه نزعه عِرق يا رسول الله، قال: "فلعل ابنك نزعه عرق".

قال محمد: لا ينبغي للرجل أن ينتفي من ولده، بهذا أو نحوه.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا وفي أخرى: ثنا أخبرنا ابن شهاب أي: محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة بن كلاب كان في الطبقة الرابعة من طبقات التابعين والمحدثين من أهل المدينة عن سعيد بن المسيَّب، بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عامر بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات، كان في الطبقة الأولى من طبقات التابعين والمحدثين من أهل المدينة، اتفقوا على أن مرسلاته أصلح المراسيل وقال المدني: لا أعلم في كبار التابعين أوسع علمًا منه، مات بعد التسعين بيسير، كما قال ابن حجر (١) وقال ابن الجوزي: وهو ابن أربع وثمانين سنة انتهى. عن أبي هريرة: رضي الله عنه أن رجلًا من أهل البادية وفي رواية الشيخين: أن أعرابيًا، لكن معنى الروايتين واحد؛ لأن الأعراب بفتح الهمزة وسكون العين سكان البادية والعرب بفتحتين سكان المصر أو من كان من نسل إسماعيل صلوات الله على نبينا وعليه، كما قال أهل اللغة أتى أي: جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنَّ امرأتي ولدت غلامًا أسود، أي: ولد الشبه فأورثني فيه الشبهة في تحقيق النسب وفي رواية (ق ٦٣٢) الصحيحين زيادة: وإني أنكرته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: لتصوير المسألة على وجه يدخل في معقول السائل بما يناسب مقامه من الوسائل المشغلة على الدلائل "هل لك من إبل؟ "، قال: نعم، قال: "ما


(٦٠١) صحيح: أخرجه البخاري (٧/ ٦٨) (٨/ ٢١٥) (٩/ ١٢٥) ومسلم (١١٣٧) وأبو داود (٢٢٦٠) والترمذي (٢١٢٨) والنسائي (٦/ ١٧٨) وابن ماجه (٢٠٠٢) (٢٠٠٣) وأحمد (٢/ ٢٣٩، ٤٠٩) (٣/ ١٤) والبيهقي (٤/ ١٨٦) (٧/ ٤١١) (٨/ ٢٥٢) (١٠/ ١٥٩).
(١) التقريب (١/ ٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>