للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأرض، كذا قاله محمد الواني في (ترجمة الجوهري)، قال السيوطي: الضب دويبة لطيفة من خصياته أن له ذكرين في أصل واحد، يعيش سبعمائة سنة ولا يشرب الماء، بل يكتفي بالنسيم، وهو ريح الصباح، ويبول في كل أربعين يومًا قطرة، ولا يسقط له سن، وما أحسن قول حاتم الأصم شعرًا:

وكيف أخاف الفقر والله رازقي ... ورازق هذا الخلق في العسر واليسر

يكفل بالأرزاق للخلق كلهم ... فللضب في البيداء وللحوت في البحر

والمناسبة بين هذا الباب وبين الباب السابق ظاهرة.

٦٤٥ - أخبرنا مالك، أخبرنا ابن شهاب، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد بنِ المغيرة، أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُتي بضبّ مَحْنوذ فأهْوى إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده، فقال بعض النسوة اللاتي كنّ في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما يريد أن يأكل منه، فقيل: هو ضبّ، فرفع يده، فقلتُ: أحرامٌ هو، قال: "لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي؛ فأجدُني أعافه"، قال: فاجْتَرَرْتُه، فأكلتُ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: قال: بنا، وفي أخرى: ثنا، أخبرنا ابن شهاب، أي: محمد بن مسلم بن شهاب بن زهرة، كان في الطبقة الرابعة من طبقات التابعين، من أهل المدينة، عن أبي أُمامة أي: سعد أو أسعد بن سهل بن حُنيف بالتصغير الأنصاري، له رؤية، وأبوه صحابي بدري، عن عبد الله بن عباس، عن خالد بن الوليد بن المغيرة، أي: المخزومي، يقال له: سيف الله، أنه أي: خالد بن الوليد دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُتي بفتح الهمزة، أي: فجيء بضبّ مَحْنوذ، بفتح الميم وسكون


(٦٤٥) صحيح، أخرجه البخاري (٥/ ٢٠٦٠)، ومسلم (٣/ ١٥٤٣)، وأبو داود (٣/ ٣٥٣)، والنسائي (٧/ ١٩٧)، وابن حبان (١٢/ ٦٩)، وأبو عوانة في مسنده (٥/ ٣٨)، والدارمي (٢/ ١٢٨)، والشافعي في مسنده (١/ ١٦٨)، وأحمد في المسند (١/ ٣٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>