للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَسْتَوْفُونَ} [المطففين: ٢] إلا سلَّط بصيغة المجهول الله عليهم العدوّ جزاء بما اجترحوه من نقص العهد المأمور بالوفاء به.

* * *

٨٦٣ - أخبرنا مالك، أخبرنا نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْد، فغنموا إبلًا كثيرة، فكانت سُهْمَانُهم اثنى عشر بعيرًا، ونُفِّلوا بعيرًا بعيرًا.

قال محمد: كان النَّفَل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يُنَفِّل من الخُمُس أهلَ الحاجة، وقد قال الله عز وجل: {الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: ١] فأما اليومَ فلا نفل بعد إحراز الغنيمة إلا من الخُمُس لمحتاج.

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: بنا مالك أخبرنا نافع، عن ابن عمر: رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سَرِيَّةً أي: في شعبان سنة ثمان قبل فتح مكة، وكان أبو قتادة أميرها، السرية بفتح السين وكسر الراء المهملة وتشديد التحتية المفتوحة والفوقية أي: قطعة من الجيش، قيل: هي الخيل تبلغ أربعمائة ونحوها، وسميت بها لأنها تسير بالليل ويخفى ذهابها كذا قاله السيوطي (١): ولأنها خلاصة العسكر وخيارهم من الشيء النفيس قِبَلَ بكسر القاف وفتح الموحدة أي: جهة نَجْد، بفتح النون وسكون الجيم والدال المهملة جمع أنجاد بفتح الهمز وسكون النون وبعد الجيم ألف (ق ٨٩٣) ودال.

قال النووي: معناه أن أمير السرية نفلهم فأجازه النبي - صلى الله عليه وسلم - فجازت نسبته لكل منهما، كذا قاله الفاضل السيد محمد الزرقاني (٢).

قال محمد: كان النَّفَل بفتحتين وهو الغنيمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: خاصة يُنَفِّل من الخُمُس أهلَ الحاجة، وقد قال الله عز وجل: {الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: ١] قال


(٨٦٣) صحيح: أخرجه البخاري (٣١٣٤) ومسلم (١٧٤٩) وأبو داود (٢٧٤٤) وأحمد (٥٢٦٦) والدارمي (١٢٤٨١) ومالك (٩٨٧).
(١) انظر: "تنوير الحوالك" (١/ ٢٩٨).
(٢) انظر: "شرح الزرقاني" (٣/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>