العقل ويكبر الدماغ" وزاد بعضهم: أنه "يجلوا البصر ويلين القلب" وفي (تذكرة) القرطبي: أن "الدباء والبطيخ من الجنة".
* * *
٨٨٩ - أخبرنا مالك، أخبرنا إسحاق بن عُبيد الله بن أبي طلحة، قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: قال أبو طلحة لأمّ سُليم: لقد سمعتُ صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفًا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيءٍ، قالت: نعم، فأخرجتْ أقراصًا من شعير، ثم أخذتْ خمارًا لها ثم لَفَّت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي، وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذهبت به فوجدتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا في المسجد ومعه الناس، فقمتُ عليهم، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أأرسلك أبو طلحة؟ " قلت: نعم، قال: فقال: "بطعام؟ "، فقلتُ: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه: "قوموا"، فانطلقْتُ بين أيديهم، ثم رجعتُ إلى أبي طلحة، فأخبرته الخبر، فقال أبو طلحة: يا أم سُليم، قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم، كيف نصنع؟ فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هلمي يا أم سُلَيم ما عندك"، فجاءت بذلك الخبز، قال: فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَفُتَّ، وعَصَرَت أم سُلَيم عكةً لها؛ فآدمته، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم حتى أكل القوم كلهم وشبعوا، وهم سبعون أو ثمانون رجلًا.