للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مالك، قال: سمعته يقول: إن خيّاطًا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعه، قال أنس: فذهبتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبزًا من شعير ومرقًا فيه دُبّاء، قال أنس: فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتتبع الدُبَّاء من حول الصحفة، قال: فلم أزل أحبّ الدُبَّاء منذ يومئذٍ.

• أخبرنا مالك، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وهو زيد الأنصاري المدني، يكنى أبا يحيى، ثقة حجة، كان في الطبقة الرابعة من طبقات التابعين من أهل المدينة والمحدثين، مات سنة اثنين وثلاثين ومائة عن أنس بن مالك، بن النضر بن الضمضم الخزرجي، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه قال: أي: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمعته أي: أنس وهو عمه أخو أبيه لأمه يقول: أي: حال كون أنس يقول: إن خيّاطًا بفتح الحاء المعجمة والتحتية المشدودة، ولم يعرف الحافظ اسمه دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعام وفي نسخة: لطعام باللام صنعه، قال أنس: فذهبتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك الطعام فقرب أي: الخياط إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبزًا من شعير بفتح الشين المعجمة وكسر العين الممدودة ومرقًا بفتحتين والقاف يقال بالتركي: شوربا فيه دُبّاء، بضم وتشديد الموحدة الواحدة دباءة فهمزته منقلبة عن حرف علة وخطأ المجد الجوهري في ذكره في المقصور أي: فيه قرع، زاد في رواية القعنبي وابن بكير والمثنى وقديد قال أنس رضي الله عنه: فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتتبع بإسكان الفوقية وخفة الموحدة مفتوحة أي: يفتش الدباء أي القرع من حول الصحفة؛ أي: من دائرة القصعة: زاد في رواية يأكلها أي: لأنها كانت تعجبه ويترك القديد إذ كان لا يشتهيه حينئذ، ففيه أن المؤاكل لأهله وخدمه يأكل ما يشتهيه حيث رآه ذلك الإِناء إذا علم أن مؤاكله لا يكره ذلك، وإلا فلا يتجاوز ما يليه وقد (ق ٩١٦) أن أحدًا لا يكره منه - صلى الله عليه وسلم - شيئًا. بل كانوا يتبركون بريقه وغيره مما مسه، بل كانوا يتبادرون إلى نخامته فيستدلكون بها قال: أنس رضي الله عنه: فلم أزل أحبّ الدُبَّاء أي: أكلهم منذ يومئذٍ أي: لبعد ذلك اليوم، كما في (الموطأ) لمالك.

وقد ورد من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنها شجرة أخي يونس"، فلم أزل أحب الدباء محبة زائدة بعد ذلك اليوم اقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، ولأحمد عن أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - قاله له: "إذا طبخت قدرًا فأكثر فيها من الدباء فإنها تنشد قلب الحزين" وللطبراني عن واثلة بن الأسقع مرفوعًا: "عليكم بالقرع"، فإنه يزيد في الدماغ" وللبيهقي عن عطاء مرسلًا: "عليكم بالقرع، فإنه يزيد في

<<  <  ج: ص:  >  >>