للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل، وايمُ الله إن كان لخليقًا للإمرة، وإن كان لَمِنْ أحبّ الناس عليّ، وإن هذا لمن أحب الناس إليَّ بعده".

أخبرنا مالك، أخبرنا عبد الله بن دينار، أي: مولى ابن عمر المدني ثقة، كان في الطبقة الرابعة من طبقات التابعين، من أهل المدينة، مات سنة سبع وعشرين ومائة قال: قال ابن عمر: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: أرسل جيشًا كبيرًا وعسكر كثيرًا بَعْثًا فأمَّر عليهم بتشديد الميم أي: جعل أميرهم أسامة بن زيد، رضي الله عنه فطعن الناس في إمْرَته، بكسر الهمزة أي: في إمارته وولايته لكونه صغير القوم وحقيرهم في الصورة؛ ولأنه من الموالي وكان في القوم أبو بكر وعمر فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي: على المنبر أو وقف وقوفًا فقال: "إن تطعنوا في إمرته، أي: إمارته الآن فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه من قبل، أي: قبل ذلك ولعله كان بموته من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة وهو كان أمير على تلك الغزوة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة" فقتلوا ثلاثتهم ووقع الفتح على يد خالد بن الوليد وايمُ الله بهمزة الوصل وبقطع وبضم الميم أي: وأقسم بالله إن مخففة من المثقلة أي: قد كان أي: أسامة بن زيد لخليقًا أي: جديرًا وحقيقًا للإمرة، أي: للإِمارة كما في نسخة وإن هذا أي: أسامة بن زيد على ما في نسخة أخرى وإن كان أسامة لمن أحب الناس إليَّ بعده" أي: من بعد أبيه فهو حبه وابن حبه.

قال ابن عبد البر: يقال له: الحب ابن الحب، وذكر ابن سعد قال هارون: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخر الإِفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره فجاءه غلام أسود أفطس فقال أهل اليمن: إنما حبسنا لأجل هذا قال: فلا لك كفر أهل اليمن من أجل هذا" وكان زيد قد أصابه في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام في سوق بناحية مكة لخديجة فوهبته له - صلى الله عليه وسلم - فتبناه بمكة قبل النبوة وهو ابن ثمان سنين، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ق ٩٦٤) حين تبناه على خلق من قريش يقول: "هذا ابني وارثًا وموروثًا".

قال ابن عمر: ما كنا ندعوك زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: ٥]، وعن الزهري قال: ما علمان أحدًا أسلم قبل زيد بن حارثة يعني: من الموالي كما ذكره المحققون، وزوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولاته أم أيمن فولد له أسامة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>