للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤٥ - أخبرنا مالك، عن أبي النّضر مولى عمر بن عبد الله بن مَعْمَر، عن عُبيدٍ يعني ابن حنين عن أبي سعيد الخُدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر، فقال: "إن عبدًا خيَّره الله أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده فاختار العبد ما عنده"، فبكى أبو بكر رضي الله عنه، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، قال: فعجبنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبر عبد خيره الله وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخيَّر، وكان أبو بكر رضي الله عنه أعْلَمنا به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أمَنَّ الناسِ عليَّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلًا لاتخذتُ أبا بكر، ولكن إخوة الإسلام، ولا يبقين في المسجد خَوْخَة إلا خَوْخَة أبي بكر".

• أخبرنا مالك، وفي نسخة: محمد قال: أخبرنا مالك عن أبي النّضر مولى عمر بن عبد الله بن مَعْمَر، القرشي التميمي المدني، كان في الطبقة الخامسة من طبقات التابعين من أهل المدينة، كذا قاله الطيبي في (ذيل شرح مشكاة المصابيح) وابن حجر العسقلاني في (تقريب التهذيب) (١) عن عُبيدٍ بالتصغير يعني ابن حنين بضم الحاء المهملة وفتح النون وسكون التحتية ثم نون مصغرًا المدني يكنى أبا عبد الله، ثقة قليل الحديث كان في الطبقة الثالثة من طبقات التابعين من أهل المدينة، مات سنة خمس ومائة وله خمس وسبعون سنة ويقال: أكثر من ذلك كذا قاله الحافظ العسقلاني (٢) عن أبي سعيد الخُدري، رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر، أي: وكان ابتلاء مرضه الذي مات فيه فإنه خرج كما رواه الدارمي وهو معصوب الرأس بخرقة حتى أمال إلى المنبر فاستوى عليه فقال: "والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا" ثم قال: وفي رواية: فقال: "إن عبدًا خيره الله أن يؤتيه أي: يعطيه من زهرة الدنيا بفتح الزاي المعجمة وسكون الهاء والراء ثم


(٩٤٥) صحيح، أخرجه البخاري (٣/ ١٤١٧)، ومسلم (٤/ ١٨٥٤).
(١) التقريب (١/ ٢٢٦).
(٢) في التقريب (١/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>